حملة وطنية لإنقاذ الحيوانات العاملة المهملة بالمغرب ومطالب بتدخل السلطات
✍️ هيئة التحرير – المنظار 24
تخوض جمعية “ارحم للرفق بالحيوانات وحماية البيئة” حملة وطنية واسعة لإنقاذ “الحيوانات المهملة”، خصوصاً الأحصنة والحمير المستخدمة في العربات المجرورة. هذه الحملة تسلط الضوء على ظاهرة التخلي عن هذه الحيوانات في الشارع بطريقة غير إنسانية بعد انتهاء فترة استغلالها، وهي ظاهرة لا تقتصر على مدينة واحدة بل تمتد لتشمل مختلف المدن المغربية.
وقد عاشت الجمعية يوماً شاقاً مؤخراً في أسفي، بعد العثور على حصانين مهملين في حالة حرجة بالشارع العام. وبتعاون مع “جمعية الرفق بالحيوانات والمحافظة على البيئة” (SPANA)، تدخلت “ارحم” لإنقاذهما بمساعدة من السلطات المحلية وعدد من المواطنين. هذه الواقعة لم تكن فردية، إذ تم إنقاذ أربعة خيول في أسفي خلال أسبوع واحد فقط، ما يؤكد تفاقم الوضع وضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة.
ترى زينب تقان، مؤسسة ورئيسة “جمعية ارحم للرفق بالحيوانات وحماية البيئة”، أن ظاهرة تشريد الحيوانات العاملة وسوء معاملتها تتفاقم بقوة في المغرب. يتم التخلي عن هذه الحيوانات في ظروف مزرية بعد إجهادها وإنهاكها في العمل، مما يشكل خطراً متزايداً على المارة والسائقين على الطرقات، فضلاً عن كونه تجاوزاً غير مقبول في المدن المغربية.
وتنتقد تقان لهسبريس تقاعس رؤساء الجماعات المحلية، سواء في أسفي أو على المستوى الوطني. وتعتبر أنه في ظل استعداد المغرب لاستضافة فعاليات عالمية مثل المونديال 2030، بات من غير المقبول استمرار وجود العربات المجرورة بالخيول في المجال الحضري. وتؤكد على إمكانية تقنين وجودها للأغراض السياحية (مثل عربات الكوتشي)، شريطة أن يتم ذلك تحت تأطير جمعيات متخصصة لضمان رعايتها وتأهيل سائقيها.
وتوضح تقان أن جمعية “ارحم” قدمت مشروعاً متكاملاً للمجلس البلدي وعامل الإقليم منذ سنوات. يهدف هذا المشروع إلى الحد النهائي من تشريد هذه الحيوانات عبر تأطير يضمن تسجيل العربات والحيوانات، ومتابعة بيطرية منتظمة لها. هذا الأمر سيحدد ساعات العمل، ويضمن حصول الحيوان المريض على العلاج، وبالتالي تفادي التخلي القاسي عنها.
وتختتم الفاعلة الجمعوية حديثها بتعبير عن إنهاك الجمعيات والمتطوعين بسبب الحلول الترقيعية وتدبير الأزمات التي تتبناها المجالس الجماعية. وتشدد على ضرورة الإيمان بمشاريع تضمن حلولاً نهائية وفعالة لهذه المشكلة المتفاقمة.