“الحالة ياء”: رواية محمد بدازي الجديدة تستكشف أبعاد الصحة النفسية

✍️هيئة التحرير – المنظار 24

أزاح الكاتب المغربي محمد بدازي الستار عن روايته الجديدة الموسومة بـ “الحالة ياء”، والتي صدرت عن دار “خطوط وظلال” الأردنية. تتناول الرواية، التي تمثل إضافة نوعية للمشهد الأدبي، بعمق قضايا الصحة النفسية والعقلية المتأزمة للإنسان المعاصر وتداعياتها على الفرد والمجتمع.

تتمحور حبكة الرواية حول شخصية يحيى الغازي، الذي ينشأ في كنف بيئة أسرية مضطربة. يؤثر هذا النشأة سلبًا على حالته النفسية والعقلية، ما يعيقه عن إقامة علاقات عاطفية ومهنية واجتماعية صحيحة في حياته اللاحقة. الرواية تقدم مقاربة نفسية وذهنية دقيقة للشخصيات.

لا تقتصر “الحالة ياء” على سرد حكاية يحيى الغازي فحسب، بل تتعمق في جذور اضطرابه النفسي والعقلي. تعود الرواية إلى ماضي والدَي يحيى؛ الأب الغائب دائمًا، والأم التي تعمل مغنية وراقصة “شيخة”. يكشف هذا الاستكشاف عن طبقات إضافية من المعاناة التي شكلت شخصية يحيى.

يتشابك السرد أكثر مع دخول شخصية مصطفى العمراني. تكشف حياته عن حقائق جديدة تزيد من تعقيدات وضع يحيى. تدفعه هذه الحقائق نحو الهاوية. تقود حكاية العمراني القارئ إلى قصة أخرى ضمن العمل. هذه القصة تتناول أسرة يدفع فيها الزوج زوجته لمعاشرة رجل غريب لغرض الإنجاب.

يقدم العمل الأدبي للقارئ متاهة من الحكايات المتشابكة. هي شبيهة بـ”دمية الماتريوشكا” الروسية. كل قصة تقود إلى أخرى. تعود هذه الحكايات في النهاية إلى محور القصة الأساسي، المتمثل في حكاية يحيى الغازي. يعكس هذا البناء السردي تعددًا في الأحداث والشخصيات والأمكنة. يتميز العمل بانعطافات متوقعة وغير متوقعة.

تهدف الرواية إلى جانب هدفها الفني بتقديم حكاية ممتعة ومشوقة، إلى تبيان الأثر السلبي لسوء معاملة الأطفال. تسلط الضوء على تداعيات ذلك حين يصبح الطفل مضطرًا للاندماج مع المجتمع. كما تركز على مصير المريض النفسي أو العقلي في مجتمعات تفتقر إلى الاهتمام الكافي بالصحة النفسية. تستهدف الرواية المنطقة البينية التي يتقاطع فيها الجانب النفسي والذهني مع الاجتماعي والثقافي.