مكتب الصرف يطلق تدقيقاً مكثفاً لثروات مغاربة بالخارج بعد انتهاء مهلة التسوية

✍️ هيئة التحرير – المنظار 24
باشر مكتب الصرف في المغرب حملة تدقيق ومراقبة واسعة. تستهدف الحملة المغاربة الذين يمتلكون ممتلكات وحسابات مالية بالخارج لم يتم التصريح بها. تأتي هذه الخطوة بعد انقضاء المهلة النهائية لعملية التسوية التلقائية. أتاح المكتب والمديرية العامة للضرائب هذه الفرصة لعدة مرات سابقة. يتلقى العديد من الملزمين حاليًا إشعارات تطالبهم بتبرير وضعية هذه الأصول. يشمل ذلك من تجاهلوا الفرص السابقة للتسوية.
ووفقًا لمصادر مطلعة، تمكن مراقبو مكتب الصرف من الوصول إلى بيانات دقيقة. هذه البيانات تخص الثروات “المخفية” بفضل اتفاقيات التبادل التلقائي للمعلومات المالية. جرت هذه الاتفاقيات مع دول أوروبية. تشمل هذه الثروات أصولًا عقارية ومنقولات. كما تضم حسابات ادخار، بعضها مسجل بأسماء أصحابها مباشرة، وبعضها الآخر بأسماء أقاربهم.
ركزت عمليات التدقيق الأولية على حائزي عقارات وشقق بالخارج. بعض هؤلاء حصلوا على تراخيص من مكتب الصرف لاقتناء تلك العقارات بغرض إيواء أبنائهم خلال فترة الدراسة. كان الالتزام يقتضي بيع هذه الممتلكات بعد انتهاء الغرض منها. لوحظ احتفاظ عدد من الملزمين بها، مما يضعهم في وضعية مخالفة لقوانين الصرف. على سبيل المثال، تم إشعار تاجرة بالدار البيضاء بتبرير وضعية شقة اقتنتها لابنها بباريس.
امتدت الإشعارات لتشمل استثمارات مغاربة بالخارج لم يتم التصريح بها. لم تُقدم هذه التصريحات ضمن الآجال المحددة. يفرض القانون على المستثمرين توطين عائدات هذه الاستثمارات. كما يجب تبرير المبالغ المحولة من المغرب لغرض الاستثمار. يسمح القانون باستثمار ما لا يقل عن 100 مليون درهم سنويًا في القارة الإفريقية. ويسمح بـ 50 مليون درهم في القارات الأخرى. من بين الحالات التي تم إشعارها، صاحب مقاولة للصناعات الغذائية. استثمر هذا الأخير في دول إفريقية دون الالتزام بضوابط الصرف.
لم تظهر هويات بعض الملزمين الجدد على رادار مراقبي مكتب الصرف. حدث ذلك خلال عملية التسوية التلقائية للممتلكات بالخارج. انتهى أجل هذه العملية في 31 دجنبر الماضي. جمعت العملية تصريحات تتجاوز قيمتها الإجمالية ملياري درهم. جاء ذلك من 658 تصريحًا. توزعت هذه المبالغ بين أصول مالية (45%). تلتها العقارات (43%)، ثم السيولة النقدية (12%).
يكثف مكتب الصرف أبحاثه وتحرياته لجمع المزيد من المعطيات. يستهدف ذلك مغاربة ما زالوا يرفضون التصريح بأصولهم في الخارج. تأتي هذه الخطوة بعد انصرام مهلة التسوية التلقائية. لا توجد إشارة لفتح عمليات مماثلة في قوانين المالية المقبلة. سيواجه المعنيون عقوبات صارمة. تشمل هذه العقوبات غرامات تصل إلى ستة أضعاف قيمة الممتلكات غير المصرح بها. قد تمتد العقوبات إلى الحبس. تقدر القيمة الإجمالية للممتلكات المخفية بحوالي 13 مليار درهم حتى الآن.
تقرير دولي: المغرب يعزز مرونته في مكافحة الجريمة المنظمة وغسل الأموال