وزير الخارجية الجزائري ينتقد أمريكا في محاولة لتغطية فشل دبلوماسي بملف الصحراء المغربية

✍️ هيئة التحرير – المنظار 24

في ظل التطورات المستمرة لملف الصحراء المغربية، أدلى وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بتصريحات لقناة “الجزائر الدولية” أثارت جدلاً واسعاً، حيث حاول من خلالها تبرير الموقف الجزائري وانتقاد الدور الأمريكي، في محاولة يبدو أنها ترمي إلى حجب الإخفاقات الدبلوماسية لبلاده في هذا الملف الحساس.

وقد زعم عطاف أن المغرب قد “فشل” في تمرير قرار يؤكد مغربية الصحراء داخل مجلس الأمن، وهو ادعاء سرعان ما كشفته تصريحاته اللاحقة التي وجه فيها انتقاداً مباشراً للولايات المتحدة الأمريكية. إن هذا التناقض يثير تساؤلات حول مدى مصداقية السرد الجزائري، فكيف يمكن للمغرب أن يكون قد فشل في مساعيه في مجلس الأمن، بينما تنتقد الجزائر بقوة “حامل القلم” الأمريكي، الداعم الرئيسي لمقترح الحكم الذاتي المغربي؟

وأشار الوزير الجزائري إلى أن “الولايات المتحدة الأمريكية تسعى اليوم للعب دور الوسيط، والوسيط يجب أن يتخلى عن موقفه الوطني ويبحث عن حل يرضي الطرفين”، مؤكداً على أن “حق تقرير المصير هو حجر الزاوية، ولا يمكن حرمان ساكنة الصحراء منه كسائر الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”. هذه التصريحات، على الرغم من محاولتها الظهور بمظهر المدافع عن مبادئ الأمم المتحدة، إلا أنها لا تتوافق مع الواقع الدبلوماسي الحالي، حيث تتبنى دول وازنة، على رأسها الولايات المتحدة، مقاربة الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي وذي مصداقية.

ما ورد في تصريحات عطاف يعكس بوضوح محاولة دبلوماسية يائسة لإخفاء الحقيقة المرة المتمثلة في تراجع نفوذ الدبلوماسية الجزائرية وتأثيرها على مسار ملف الصحراء المغربية في مجلس الأمن. فبينما يحاول عطاف تصوير الوضع على أنه “انتصار سياسي” للجزائر، تشير الوقائع الميدانية والدبلوماسية إلى أن المغرب قد حقق تقدماً ملموساً في ترسيخ مقترح الحكم الذاتي كإطار وحيد للمفاوضات، معززاً بذلك موقفه الدولي بشكل غير مسبوق.

إن تبني الولايات المتحدة الأمريكية لمقترح الحكم الذاتي المغربي بحد ذاته يعد مؤشراً قوياً على نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب دعم دولي واسع لهذه المبادرة. هذا الدعم ليس مقتصراً على واشنطن فحسب، بل يمتد ليشمل دولاً أوروبية وعربية وأفريقية، ما يعكس قناعة دولية متزايدة بأن مقترح الحكم الذاتي هو الحل العملي الوحيد الذي يضمن استقرار المنطقة ويحفظ مصالح جميع الأطراف.

وفي محاولة لتغطية الهزائم المتتالية، يقدم وزير الخارجية الجزائري سرداً غير دقيق للوقائع، زاعماً بأن بلاده نجحت في “تجنب حل المينورسو” وتجديد مهلتها لسنة كاملة. يبدو هذا السرد موجهاً بالأساس لتحفيز الرأي العام المحلي وإيهامه بانتصارات وهمية، بينما يتجه ملف الصحراء المغربية نحو حلول باتت شبه محسومة على الصعيد الدولي، تتجاوز المواقف المتصلبة التي لا تزال الجزائر تتمسك بها. هذه التصريحات لا تعدو كونها مناورة لذر الرماد في العيون، بعيداً عن حقيقة التطورات الجوهرية التي يشهدها هذا الملف.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى