فاس: الفنان التشكيلي حسن جميل يغادرنا إلى دار البقاء

تتقدم جريدة “المنظار 24” بأحرّ عبارات التعزية وأصدق مشاعر المواساة إلى أسرة المرحوم حسن جميل، الصغيرة والكبيرة وإلى زوجته وابنائه: محمد، طارق، ياسين وعمر، ورفيق دربه الأستاذ المهدي زين العابدين، وأصدقاء ومحبي الفنان التشكيلي والممثل حسن جميل، ابن مدينة فاس ( حي المخفية)، الذي رحل عن عالمنا تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وجماليًا خالدًا في الذاكرة الثقافية المغربية. لقد كان الفقيد من الفنانين الذين أسهموا بإبداعهم المرهف في إثراء المشهد التشكيلي بفاس خاصة والوطني عامة، عبر لوحات جسدت روح المكان الفاسي، وعبّرت عن عمق الانتماء الإنساني والحضاري للمغرب.

لقد عرف الراحل بحسّه المرهف، وبتواضعه الجم، وبقدرته الفائقة على تحويل اللون والخط إلى لغة وجدانية تعانق الروح قبل العين، كما كان مثالًا للفنان الملتزم بقضايا الجمال والهوية، وبهمّ الإنسان في أبعاده الوجودية والوجدانية. وبرحيله تفقد الساحة التشكيلية واحدًا من أبنائها المخلصين الذين وهبوا حياتهم للفن ولخدمة الثقافة بفاس.، إلى جانب الفن التشكيلي اشتغل المرحوم في المسرح ممثلا وسينوغرافيا في العديد من الأعمال المسرحية، رحم الله الفنان حسن جميل، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

يُعدّ الفنان التشكيلي حسن جميل من رواد الرعيل الثاني في الفن التشكيلي المغربي، الذين أسهموا بعمق في توثيق الذاكرة البصرية لمدينة فاس العتيقة. فقد تميزت أعماله بدقة رسم العمارة التقليدية والزخارف الحضرية التي تختزن عبق التاريخ وروح المكان، لتتحول لوحاته إلى أرشيف جمالي نابض بالحياة يوثق لتفاصيل الأزقة والقباب والرياضات الفاسية العريقة. انتشرت أعماله في مختلف دول المعمور، حيث لاقت تقديرًا كبيرًا لما تحمله من خصوصية تشكيلية تمزج بين الواقعية والتعبير الفني الحر.


أسس الراحل رواق “جميل للفنون التشكيلية” بصابة الهيادريين، قرب ساحة الصفارين بفاس، ليكون فضاءً لعرض أعماله وأعمال فنانين آخرين، مما ساهم في تنشيط الحركة التشكيلية بالمدينة. كما أسس جريدة “هنا فاس” التي واكبت الحياة الثقافية والفنية لسنوات، قبل أن تتوقف بسبب غياب الدعم المؤسساتي. ترك حسن جميل إرثًا بصريًا وإنسانيًا خالدًا، يشهد على إخلاصه لفنه ووفائه لمدينة فاس التي أحبها وجعلها محور إبداعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى