تطور لافت.. موسكو تصف الحكم الذاتي بـ”أساس واقعي” لحل قضية الصحراء المغربية

روسيا تفاجئ الجميع.. كيف تحول موقف موسكو من الصحراء المغربية لصالح الرباط؟

هيئة التحرير – المنظار 24

في تحول دبلوماسي بارز، وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مقترح الحكم الذاتي المغربي بأنه “أساس عملي وواقعي” للتوصل إلى حل نهائي لقضية الصحراء المغربية، مؤكدًا أن هذا المقترح يمثل أحد الأشكال الممكنة لتقرير المصير في إطار سيادة المملكة، وهو ما يعكس تطورًا كبيرًا في الموقف الروسي من الصحراء المغربية نحو دعم المقاربة المغربية.

جاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم في موسكو، بحضور عدد من الصحفيين العرب، حيث قدمت الدبلوماسية الروسية رؤيتها لعدد من القضايا الإقليمية. ورغم أن السؤال حول الصحراء طُرح من قبل صحفي جزائري، جاء رد لافروف ليؤكد على مقاربة موسكو البناءة، والتي يمكن وصفها بـ “الحياد الإيجابي” الداعم للحلول السياسية المتوافق عليها.

وأوضح الوزير الروسي أن المغرب لا يرفض مبدأ تقرير المصير، بل يقدم ترجمة عملية له عبر مبادرة الحكم الذاتي الموسع. هذا التوصيف يُعد اعترافًا ضمنيًا بقوة المقترح المغربي، الذي سبق وأن حظي بتقدير مجلس الأمن الدولي ووصفه بـ “الجدي وذي المصداقية”. ويعكس الموقف الروسي من الصحراء المغربية فهمًا أعمق لضرورة إيجاد حلول مستدامة تضمن الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا والساحل. (للمزيد عن جهود المغرب، يمكن قراءة مقالنا السابق: الدبلوماسية المغربية وقضية الصحراء).

كما شدد لافروف على أن الحل المقبول يجب أن يرضي جميع الأطراف المعنية، رافضًا أي مقاربات أحادية الجانب. هذا التأكيد ينسجم مع المبادئ التي ترتكز عليها الدبلوماسية المغربية، والقائمة على الحوار والواقعية واحترام قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة. (يمكن الاطلاع على قرارات مجلس الأمن عبر الموقع الرسمي للأمم المتحدة).

إن هذا التطور في الموقف الروسي من الصحراء المغربية لم يأت من فراغ، بل هو نتاج جهود دبلوماسية مغربية حثيثة بقيادة الملك محمد السادس، نجحت في إقناع قوة دولية وازنة، مثل روسيا، بعدالة القضية الوطنية وواقعية الحل المقترح.

ويُثمن المغرب عاليًا هذا الموقف الروسي المتقدم، ويعتبره خطوة مهمة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وموسكو. كما يُنظر إليه كدعم إضافي للجهود التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، بهدف الوصول إلى حل سياسي دائم ومقبول، يحترم سيادة المملكة المغربية ووحدة أراضيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى