مهرجان سينما الجامعات يرى النور بالرباط: تجربة رائدة تجمع الفن والفكر داخل الجامعة

سعيد امروي – الرباط

شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، ما بين 28 و30 ماي 2025، تنظيم النسخة الأولى من المهرجان الوطني لسينما الجامعات، في مبادرة غير مسبوقة تهدف إلى ترسيخ الثقافة السينمائية في الفضاء الجامعي المغربي. وقد جمع هذا الحدث بين التكوين الأكاديمي، الإبداع الطلابي، والنقاش النقدي، مما جعله محطة تأسيسية لظهور حركة سينمائية جامعية واعدة.

ندوة الافتتاح: الذاكرة السينمائية والمثقف

افتُتحت فعاليات المهرجان بندوة فكرية بعنوان “الذاكرة السينمائية والمثقف”، أدارها الأستاذ عزيز أزغاي، وشكلت لحظة مؤثرة في استحضار بدايات السينما المغربية من خلال شهادات كل من سعيد بنكرار، وحسين بحراوي، وحسين نجمي. وقد قدّم هؤلاء رموز الجيل الأول للسينما المغربية تأملات عميقة في تجاربهم الأولى، مما أضفى على الجلسة طابعًا إنسانيًا وتوثيقيًا.

كما أغنى الأستاذ يوسف آيت همو النقاش بمداخلة ركز فيها على أهمية تكوين مكتبة سينمائية شخصية تضم كتبا وأفلاما مرجعية، مشددا على البعد الأخلاقي والجمالي للعمل السينمائي، وأهمية الرؤية الفكرية للمخرج.

مسابقة وورشات: اكتشاف المواهب الجامعية

خُصص اليوم الثاني للمسابقة الطلابية “Pitching”، التي أشرفت عليها المخرجة مريم عدو، حيث قدم الطلبة مشاريع أفلام قصيرة أمام لجنة تقييم مختصة. وقد طغى على الأجواء الحماس والتنافس البناء، مما كشف عن نضج ملحوظ في التناول السينمائي لدى المشاركين. وتم في ختام اليوم تتويج المشاريع الفائزة خلال حفل رسمي كرّم فيه المتميزون.

مائدة مستديرة: السينما داخل الجامعة… أسئلة الواقع والآفاق

أما اليوم الثالث، فقد تميز بمائدة مستديرة تمحورت حول موضوع “تدريس السينما والفنون بالجامعة: الواقع والآفاق”. وشارك فيها أساتذة وباحثون بارزون، بينهم خديجة المروزي، صفاء بن دهيبة، محمد زيطان، سليمان حقيوي، جعفر عقيل، شفيق عزيز، ومحمد الصيفي.

ركز النقاش على التحديات المؤسساتية والبيداغوجية لتدريس الفنون داخل الجامعة المغربية، كما طرحت توصيات عملية لتعزيز حضور السينما في البرامج الأكاديمية، بما يخدم تطوير الحس الفني والقدرات الإبداعية لدى الطلبة.

تكريمات وتوصيات ختامية: من أجل استدامة المشروع

اختُتمت فعاليات المهرجان بحفل توزيع الجوائز وسط إشادة لجنة التحكيم بمستوى المشاركات الفنية والتقنية. وفي كلمة ختامية، دعا الأستاذ يوسف آيت همو، الذي وصفه المنظمون بـ”عراب المهرجان”، إلى ضمان استمرارية هذه التظاهرة ودمجها ضمن الدينامية الثقافية الجامعية. كما حيّا جهود اللجنة المنظمة والطلبة المتطوعين الذين ساهموا في إنجاح الدورة الأولى.

ويُنتظر أن يشكل هذا المهرجان نواة لتأسيس فضاء دائم للتعبير السينمائي داخل الجامعات المغربية، وجسرًا جديدًا بين الأكاديميا والإبداع، من أجل ترسيخ الفن السابع كرافعة ثقافية وتعليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى