رغم قرار إلغاء النحر.. استمرار الإقبال على الأضاحي يثير الجدل بين المواطنين

الأسواق عامرة بالخرفان رغم إلغاء النحر.. المغاربة بين قرار الدولة والتقاليد

في وقت أعلن فيه رسميا عن إلغاء شعيرة عيد الأضحى لسنة 2025، سجلت الأسواق المغربية، خلال الأيام الماضية، إقبالا ملحوظا على شراء الأضاحي، ما أثار نقاشا واسعا حول مدى احترام القرار الملكي والأسباب الكامنة خلف استمرار الظاهرة.

وجاء القرار بإلغاء النحر بناء على معطيات اقتصادية وبيئية صعبة، أبرزها الجفاف وتراجع عدد رؤوس الماشية، حيث أشار متحدثون إلى أن الغرض من القرار هو حماية الكتلة الحيوانية الوطنية وضمان استدامة القطيع للسنوات المقبلة، فضلا عن تخفيف العبء المالي عن المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار.

ورغم ذلك، وثّقت كاميرا المنظار 24 تسجيلات من داخل الأسواق، استمرار الإقبال على شراء الأضاحي. حيث أرجع عدد من المواطنين هذا الإقبال إلى انخفاض الأسعار بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، إذ تراوح سعر الخروف بين 2500 و3000 درهم، بعدما كان يصل إلى 7000 و8000 درهم في مواسم سابقة.

وقال أحد المواطنين: “الحولي طاح فيه النص، والناس كتشري باش تزرد بالرخا”. ويرى آخرون أن هذا الانخفاض أتاح للطبقة المتوسطة والفقيرة فرصة شراء الأضاحي بأسعار مناسبة، وإن لم يكن الهدف هو النحر يوم العيد تحديدا.

في المقابل، عبّر مواطنون آخرون عن استنكارهم لما وصفوه بـ”التحايل” على القرار الملكي، معتبرين أن الذبح قبل العيد أو بعده يُفرغ القرار من محتواه. ووصف أحد المتحدثين الظاهرة بأنها تشبه سلوك “أهل السبت”، في إشارة إلى التفاف البعض على الأحكام الشرعية. كما طالب آخرون بتدخل السلطات المحلية، من مقدمين وشيوخ، لمراقبة تنفيذ القرار واتخاذ الإجراءات ضد المخالفين.

وفي ظل هذا الانقسام، يبقى المشهد مرآة لتعقيدات اجتماعية واقتصادية ودينية متداخلة، بين الالتزام بقرارات الدولة، والتمسك بطقوس اجتماعية متجذرة في الثقافة المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى