هل تستحق فاس مسرحا ملكيا كبيرا يليق بتاريخها ومكانتها؟

هل حان الوقت لبناء مسرح ملكي كبير في فاس؟ مدينة عريقة بتاريخ يمتد لقرون ما زالت تنتظر فضاءً ثقافيًا يليق بها.

في خضم الاهتمام الملكي المتزايد بالبنيات التحتية الثقافية، تطرح تصريحات الفنان المغربي سعيد العفاسي، ضمن إحدى “غمراته” الفيسبوكية، سؤالا لاذعا ومؤلما: ألا تستحق فاس مسرحا ملكيا كبيرا يليق بتاريخها وبمكانتها؟
مدينة فاس، التي يعود تأسيسها إلى أكثر من ثلاثة عشر قرنا، والتي كانت منارة للعلم والعرفان، تعيش حتى عام 2025 دون مسرح رسمي بمستوى يليق بعمقها الحضاري.

مقارنة بمدينة الرباط التي شُيّد فيها مسرح ملكي حديث، تبدو فاس في عزلة ثقافية تُطرح بشأنها أكثر من علامة استفهام. من المسؤول عن هذا الفراغ؟ وكيف يمكن لمدينة أنجبت العلماء والفنانين والصناع المهرة أن تعاني من غياب فضاء مسرحي كبير يُعيد الاعتبار للإبداع والهوية الثقافية؟

العبارة الرئيسية “مسرح ملكي كبير في فاس” لا تعبر فقط عن حاجة عمرانية، بل عن حق حضاري طال انتظاره. فالبنية الثقافية لا يمكن اختزالها في المهرجانات المتناثرة أو العروض الموسمية، بل في مؤسسات دائمة تفتح الأفق للطاقات الشابة وتوفر منابر للتعبير والتكوين.

ويضيف العفاسي في كلماته الغاضبة:

“فاس في حاجة إلى مسرح كبيييييييييييييييييير، الأكبر في إفريقيا وأوروبا وباقي قارات العالم. كفى من العبث والغثيان.”
إنها صرخة ضد الإهمال، وضد تدبير ثقافي يولّد الإجرام ويفرخ اللامبالاة.

في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى جهود بعض الفاعلين في المجال الثقافي بفاس، وإلى مشاريع لم تُستكمل، مثل إعادة تأهيل دور الشباب والمركبات الثقافية. لكن، يظل الحلم الحقيقي هو تشييد مسرح ملكي كبير في فاس يليق بمدينةٍ أهدت البشرية أعلامًا في الفقه، الموسيقى، الفلسفة، والصناعات التقليدية.

فاس لا تستجدي، بل تطالب بحق ثقافي مستحق.
آن الأوان لتخرج من عزلتها، ولتُعامل كعاصمة روحية وثقافية للمملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى