بعد فترة طويلة من التوقف.. نافورات فاس تعود للإشتغال  قبيل “الكان”

في سياق العدّ العكسي لاحتضان المغرب لفعاليات كأس إفريقيا للأمم 2025 لكرة القدم، شهدت مدينة فاس خلال الأسبوعين الأخيرين حركة نشطة في عدد من المحاور الرئيسية، خاصة شارع الحسن الثاني وشارع مولاي يوسف وشارع علال بن عبد الله، حيث لوحظت أعمال مستمرة ودؤوبة لإعادة تشغيل مجموعة من النافورات التي شكّلت لسنوات مضت عنصراً أساسياً في المشهد الحضري للمدينة، ومنحتها الريادة بين المدن الجاذبة للزوار من الداخل والخارج، مؤكدة مكانتها كعاصمة متميزة على الصعيد العلمي والثقافي.

فقد استعادت نافورة المدارة المجاور لمقاطعة أكدال في اتجاه القصر الملكي العامر حركيتها وديناميتها، كما عادت نافورة شارع مولاي يوسف المقابلة لدار القرآن وبالقرب من رواق القاسمي إلى العمل مجدداً.

وفي وسط المدينة، استعادت نافورة ساحة المقاومة “لافياط”، المزخرفة بالزليج البلدي الأزرق الفاسي، تألقها بحركية مبهرة تجمع بين الرقص المائي والتأثيرات الضوئية، لتشكل لوحة بصرية تنبض بالحياة والجمال.

كما استأنفت نافورة “مدارة البولأو المجسم الدائري عملها الطبيعي، فيما عادت نافورة ساحة المنصور المعروفة بالكرة الأرضية لتطل بأبهى صورها، حيث يعلو المجسم الرخامي الرمادي كرة من الرخام الأسود محفور عليها خريطة العالم، تدور فوق المجسم معلنة بأن فاس، عبر 1200 عام من التاريخ، مدينة عالمية تحتضن السلام والتواصل الثقافي.

وبينما أعلنت فاس عام 2008 عاصمة للثقافة الإسلامية وموئلاً لأعرق الصناعات التقليدية، فإنها اليوم تؤكد مجدداً قدرتها على الجمع بين الإبداع التقليدي والحداثة في صناعة النافورات وغيرها، معتمدة أحدث التقنيات وأصالة الطابع المغربي الأصيل.

وبهذا، تصبح فاس ونواحيها وجهة ترحيبية للزوار، حيث يلتقي الماء والطبيعة والهوية الثقافية في تجربة فريدة استثنائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى