عنف الأزواج… ضريبة صامتة على الحياة الزوجية

العنف الزوجي والتوتر النفسي: دراسة تكشف تأثيرهما السلبي على الكفاءة الجنسية للمرأة واستقرار الأسرة

سلطت دراسة حديثة الضوء على العلاقة المعقدة بين العوامل الأسرية وصحة المرأة الجنسية. أجريت هذه الدراسة في العاصمة الإيرانية طهران، وشملت 424 امرأة متزوجة. خلصت النتائج إلى أن العنف الزوجي والتوتر النفسي يتركان بصمات سلبية مباشرة على الكفاءة الذاتية الجنسية لدى النساء. بالمقابل، يلعب الدعم الاجتماعي والوضع الاقتصادي دوراً حاسماً في تعزيز هذه الكفاءة بشكل إيجابي.

أوضحت النتائج أن النساء المعرضات للعنف الزوجي أو التوتر النفسي المستمر، يُظهرن درجات أقل من الثقة في قدراتهن الجنسية. يؤثر هذا النقص على جوانب حياتهن الحميمية المتعددة. يشمل ذلك القدرة على التعبير عن احتياجاتهن ورغباتهن، مما يقلل من رضاهن عن العلاقة الزوجية. كما يشير الخبراء إلى أن الخوف والقلق المتواصلين، الناتجان عن العنف أو الضغوط النفسية، يعيقان الاستجابات الفسيولوجية والنفسية الطبيعية التي تدعم الصحة الجنسية.

في المقابل، كشفت الدراسة أن وجود دعم اجتماعي قوي يعزز بشكل كبير الكفاءة الذاتية الجنسية للمرأة. يشمل هذا الدعم الشريك، الأهل، الأصدقاء، وحتى المؤسسات المجتمعية. فالبيئة الداعمة توفر شعوراً بالأمان والتقدير. هذا يمكن المرأة من الشعور بالراحة والثقة في التعبير عن ذاتها واحتياجاتها الجنسية. يساهم أيضاً الوضع الاجتماعي والاقتصادي المستقر في تخفيف الضغوط اليومية. هذه الضغوط قد تؤثر سلباً على العلاقة الزوجية والصحة النفسية عامة. ينعكس ذلك إيجاباً على الصحة الجنسية واستقرار الأسرة.

أكدت الدراسة أن الصحة الجنسية للمرأة ليست قضية فردية معزولة. بل هي متجذرة بعمق في السياق الاجتماعي والاقتصادي والنفسي للأسرة. فالتحديات اليومية مثل ضغوط العمل والصعوبات المالية، أو غياب شبكات الدعم الفعال، يمكن أن تسبب تدهور الرضا الزوجي. كما تزعزع استقرار الأسرة ككل. هذا الارتباط الوثيق يدعو إلى مقاربة شاملة لمعالجة القضايا المتعلقة بالحياة الزوجية.

بناءً على هذه النتائج الهامة، توصي الدراسة بتطوير برامج متخصصة. تهدف هذه البرامج إلى دعم الزوجات وتقليل معدلات العنف الأسري. كما تدعو إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم. تعتبر هذه الإجراءات أساسية للحفاظ على صحة الحياة الزوجية. وهي تعزز استقرار الأسر، مما يصب في مصلحة المجتمع ككل ورفاهيته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى