مغاربة يبحثون في “كيف يُفهم التاريخ”
مؤرخون مغاربة يستكشفون آفاق فهم التاريخ في مؤلف جماعي جديد

✍️ هيئة التحرير – المنظار 24
صدر حديثًا مؤلف جماعي جديد بعنوان “كيف يُفْهَم التاريخ: مشارب وتجارب”. يشارك في الكتاب نخبة من المؤرخين المغاربة، وقد صدر عن منشورات باب الحكمة بتطوان. يهدف هذا العمل إلى استكشاف الاتجاهات المعاصرة في الكتابة التاريخية.
تولى تنسيق وإشراف الكتاب الأستاذان محمد حبيدة من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، والطيب بياض من جامعة عبد الملك السعدي بتطوان. يضم المؤلف مساهمات من أساتذة بارزين مثل محمد أبرهموش، إبراهيم أيت إزي، وتوفيق أيت بوشكور، وآخرين، مما يعكس ثراءً في الرؤى والمنهجيات.
تؤكد الورقة التقديمية للكتاب على أهمية تحسيس الباحثين الشباب بالمنهج والتناهج. كما تسعى لإبراز مكانة الكتابة في مجال التاريخ من الناحية المعرفية. ويبرز دورها في ترسيخ حضور المؤرخ ضمن العلوم الإنسانية والاجتماعية، مستلهمة أعمالاً رائدة مثل “مهنة المؤرخ” لمارك بلوك.
يرد الكتاب الاعتبار للبعد الأدبي في الكتابة التاريخية. ويدعو إلى التنبه للتعددية الغنية في مقاربات الفهم التاريخي التي أنتجتها جامعات عالمية مختلفة. يهدف ذلك إلى توسيع دائرة الفهم التاريخي والانفتاح على النقاشات المعرفية العالمية في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
ينقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين. يتناول الأول “الاتجاهات المؤسِّسة في الكتابة التاريخية”. ويشمل ذلك البلدان والجامعات ذات الرصيد المعرفي والمنهجي المعتبر. يركز هذا القسم على مناطق مثل أوروبا، أمريكا، أستراليا، الهند، وتركيا. تستلهم هذه الاتجاهات الفكر الحداثي وما بعد الحداثي، كما في حالة المدرسة الهندية (السوبالتيرن ستاديز).
يتيح هذا القسم للباحثين الاطلاع على مناهج ورؤى معرفية متنوعة. ويفتح آفاقًا على الإنجازات الأكاديمية الأجنبية. فالتواريخ الأخرى تحفز على تأمل تاريخ الذات وتوفر فرصة للاحتكاك بالمناهج التي كُتبت بها هذه التواريخ.
أما القسم الثاني من المؤلف الجماعي، فيستعرض مجموعة من التجارب. تتعلق هذه التجارب بالرصيد الفكري المذكور، وترتبط بأسماء رائدة. من هذه الأسماء فيرناند بروديل، فرانسوا فوريه، وجاك لوغوف. يمكن هذا القسم من تلمس مسارات الباحثين المجددين. ويفهم التحولات الإبستيمولوجية في فكرهم، وكيفية فهم التاريخ الذي كتبوه.
يعد هذا المؤلف ثمرة لورشات تناظرية أقيمت خلال عامي 2023 و2024. وقد جرى العمل بشكل جماعي على فكرة الكتابة في موضوع بالغ التعقيد. وقد تم تحقيق التناغم المنشود داخل هذا العمل المشترك ذي النفس الإبستمولوجي.

