لفتيت يتباحث مع وزير الداخلية الفرنسي

✍️هيئة التحرير – المنظار 24
أجرى وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، اليوم الثلاثاء في مدينة مراكش، مباحثات ثنائية مع نظيره الفرنسي، لوران نونيز. يأتي هذا اللقاء الهام في سياق تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ويهدف إلى مناقشة القضايا الأمنية المشتركة وتحديات الهجرة، إضافة إلى استعراض ملفات إقليمية ودولية تهم الوزارتين.
ووفقاً لبلاغ صادر عن وزارة الداخلية المغربية، فقد شكلت هذه المحادثات فرصة مثالية للطرفين لتقييم آفاق التعاون وتحديد مجالات جديدة للعمل المشترك. أكد الوزيران على متانة الأسس التي يقوم عليها التعاون الثنائي في قطاعي الأمن والهجرة، مشيرين إلى أن هذا التعاون يرتكز على الثقة المتبادلة والتبادل المنتظم للخبرات والمعلومات.
كما نوه لفتيت ونونيز بالتقارب في وجهات النظر حول العديد من القضايا الاستراتيجية، وهو ما يدعم الشراكة القوية بين المغرب وفرنسا. ويأتي هذا التنسيق في انسجام تام مع “إعلان الشراكة الاستثنائية” الذي وقعه جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارة الدولة التي أجراها الرئيس ماكرون إلى المملكة في أكتوبر 2024، مما يبرز الأهمية البالغة لهذه العلاقة الثنائية على أعلى المستويات.
وفيما يخص ملف الهجرة، شدد الوزيران على الدور الفعال والإيجابي الذي تضطلع به “المجموعة المشتركة الدائمة المغربية الفرنسية حول الهجرة”. هذه المجموعة تُعتبر آلية محورية للحوار والتنسيق المستمر بشأن مختلف جوانب قضايا الهجرة، وتساهم بفعالية في إدارة تدفقاتها ومكافحة الاتجار بالبشر. وأكدا على أهمية مواصلة دعم هذه الآلية لضمان مقاربة شاملة ومستدامة.
كما تطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز قنوات تبادل الخبرات والمعلومات الأمنية والاستخباراتية. الهدف من ذلك هو بناء دينامية مشتركة قادرة على التصدي الفعال للتهديدات المتعددة، وبخاصة تلك المتعلقة بأنشطة الجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية المنظمة. وركز الجانبان على أهمية هذا التعاون في منطقة الساحل والصحراء، التي تواجه تحديات أمنية معقدة ومتزايدة، مؤكدين التزامهما المشترك للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
ويعكس هذا اللقاء التزام الرباط وباريس بمواصلة تعزيز شراكتهما في المجالات الحيوية، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. كما يؤكد على أهمية التنسيق الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات العابرة للحدود، وخاصة في ظل السياق الجيوسياسي الراهن الذي يتطلب تعاوناً أمنياً مكثفاً.