توغل لعناصر من البوليساريو في أراض موريتانية واعتداء على منقبين عن الذهب

✍️ هيئة التحرير –المنظار 24

شهدت منطقة ازكولا، الواقعة ضمن الأراضي الموريتانية، حادثة توغل مثيرة للقلق لعناصر تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية. أفادت مصادر إعلامية موريتانية موثوقة، أن ثلاثة مسلحين على متن سيارة رباعية الدفع أقدموا على الاعتداء بالضرب والجرح على عدد من المنقبين عن الذهب، وهددوهم بالسلاح الرشاش بشكل مباشر، قبل إجبارهم على مغادرة الموقع تحت وطأة الخوف. هذه الواقعة تعكس تصاعداً في حدة التوترات الأمنية بالمنطقة الحدودية.

وبحسب شهادات متفرقة للمتضررين الذين تحدثوا لوسائل إعلام محلية، فقد غادرت المركبة المسلحة المنطقة مباشرة بعد تنفيذ اعتدائها. اللافت في الأمر والذي يثير العديد من التساؤلات، هو عدم تسجيل أي تدخل أو تحرك فوري من قبل السلطات المحلية الموريتانية لمتابعة الحادث أو ملاحقة المتورطين، وهو ما خلف استغراباً واسعاً في أوساط المنقبين، وأثار مخاوف بشأن غياب التعاطي الرسمي الجاد مع هذه الانتهاكات المتكررة لسيادة الأراضي الموريتانية وسلامة مواطنيها.

تأتي هذه الحادثة لتضيف فصلاً جديداً إلى سلسلة طويلة من التوترات الأمنية المتصاعدة التي تشهدها منطقة التماس الحساسة بين الأراضي الموريتانية والمنطقة العازلة شرق الجدار الأمني المغربي. لقد أصبحت المواجهات المباشرة بين المنقبين الموريتانيين وعناصر البوليساريو سمة متكررة، حيث تتراوح هذه المواجهات بين الاعتداءات المتبادلة والاشتباكات المتقطعة، محولةً المنطقة إلى بؤرة دائمة للنزاع.

ففي وقائع سابقة لم تكن معزولة، أقدمت مجموعات من المنقبين، دفاعاً عن أنفسهم أو ردّاً على اعتداءات سابقة، على مهاجمة عناصر من الجبهة، مستولين على بعض أسلحتهم وممتلكاتهم. وفي المقابل، ردت عناصر البوليساريو بعمليات مماثلة، شملت السطو على سيارات مستعملة في التنقيب ومصادرة كميات من الذهب الخام المستخرج، ما أدى إلى تعقيد الوضع الأمني بشكل كبير، وصعّب إمكانية إيجاد حلول سلمية، وصعّد مستوى العنف في المنطقة الحدودية.

إن هذه الأحداث المتوالية والمتفاقمة تثير تساؤلات جادة وملحة حول فعالية دور الجيش الموريتاني في تأمين الحدود الوطنية وحماية المدنيين والممتلكات داخل نطاقهم الترابي. تتزايد الشكاوى من عدم التدخل الفعال أو البطيء لاحتواء هذه الأوضاع المتدهورة، أو وضع حد لحالة الانفلات الأمني التي باتت تهدد بشكل مباشر سلامة المواطنين والمصالح الاقتصادية المشروعة في هذه المناطق النائية.

ويرى مراقبون للشأن الإقليمي والخبراء في القضايا الأمنية أن استمرار هذا الوضع المتأزم دون معالجة جذرية وحاسمة من قبل الأطراف المعنية قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الحالية بشكل خطير، وقد يحوّل المنطقة إلى بؤرة نزاع غير معلن وساحة للاقتتال المستمر. هذا التطور يفرض ضرورة ملحة لمراجعة سريعة وشاملة لآليات المراقبة الحدودية والتدخل الأمني، بهدف تجنب أي تداعيات سلبية محتملة قد تهدد استقرار الشريط الحدودي، وتعرض أمن وسلامة ساكنيه للخطر الداهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى