جدل واسع يرافق العرض العالمي الأول لفيلم “الست” بمهرجان مراكش

✍️ هيئة التحرير – المنظار 24
أثار الإعلان عن احتضان المهرجان الدولي للفيلم بمراكش العرض العالمي الأول للفيلم المصري الجديد “الست” جدلاً واسعاً واستياءً في الأوساط السينمائية والثقافية المصرية. كان العديد من السينمائيين والنشطاء يأملون أن يُعرض العمل للمرة الأولى في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، معتبرين إياه الموطن الطبيعي لفيلم يستعيد سيرة أم كلثوم، إحدى أبرز رموز الفن المصري والعربي.
تزايدت التساؤلات عبر منصات التواصل الاجتماعي حول أسباب هذا الاختيار المفاجئ. فالعمل يمثل إنتاجاً ضخماً، ويقدم معالجة درامية جديدة لشخصية “كوكب الشرق”. هذا ما جعل قطاعاً كبيراً يرى أن تقديمه الأول خارج مصر “غير مفهوم”، ويضع علامات استفهام حول رؤية المنتجين وأولوياتهم.
لم يقدم فريق عمل الفيلم توضيحات مفصلة حول دوافع اختيار مراكش، ما أدى إلى انقسام في الآراء. فمن جهة، يرى البعض أن هذه الخطوة قد تمنح الفيلم حضوراً دولياً أقوى، وتفتح له آفاقاً أوسع. ومن جهة أخرى، يرى آخرون أن المكان الطبيعي لعرضه الأول هو مصر، البلد الذي تنتمي إليه المطربة الراحلة وتدور فيه أحداث الفيلم.
يؤدي دور البطولة في الفيلم الممثلة المصرية منى زكي، في أحد أدوارها الأكثر تعقيداً وتحدياً. يقود العمل المخرج مروان حامد، بالتعاون مع الكاتب أحمد مراد، وهما ثنائي معروف بأعماله السينمائية ذات الهوية البصرية المميزة. كما يشارك في الفيلم عدد من الأسماء البارزة، منهم عمرو سعد ومحمد فراج كضيوف شرف. ويهدف العمل إلى إعادة قراءة محطات مؤثرة في حياة أم كلثوم، وذلك عبر سرد بصري مكثف وأداء تمثيلي منتظر.
الجدير بالذكر أن حضور فيلم “الست” في مهرجان مراكش ليس وليد اللحظة. فقد سبق عرض جزء من الفيلم، مدته 18 دقيقة، ضمن برنامج ورشات الأطلس خلال دورة سابقة للمهرجان. هذا العرض الأولي مكن العمل من الحصول على دعم إنتاجي، ساهم بشكل كبير في استكمال المشروع، مما يفسر جزئياً العلاقة المسبقة مع المهرجان المغربي.
يُتوقع أن يمنح عرض الفيلم في مهرجان مراكش فضاءً دولياً أرحب. فالمهرجان يتميز بحضور قوي للنقاد والمخرجين والمنتجين العالميين، مما قد يفتح للعمل آفاقاً واسعة قبل دخوله قاعات العرض. كما قد يدفع عجلة النقاشات حوله في المنطقة العربية والعالم، ويكسبه زخماً إعلامياً وفنياً مستحقاً.