الذكاء الاصطناعي يرصد المنازل المهجورة في اليابان: حل لأزمة ديموغرافية

✍️ هيئة التحرير – المنظار 24

تتفاقم أزمة المنازل المهجورة في اليابان. بلغ عددها نحو 9 ملايين منزل في عام 2023. هذه الأزمة مدفوعة بالتغيرات الديموغرافية وتسارع شيخوخة السكان. لمواجهة هذا التحدي الوطني، تتجه عشرات الشركات اليابانية نحو حلول مبتكرة. هذه الحلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية لرصد العقارات المتروكة.

شركة “Where Inc” الناشئة تبرز في طليعة هذه الجهود. طوّرت الشركة خدمة متطورة مقرها طوكيو. تستخدم هذه الخدمة خوارزميات مدربة على عشرات الآلاف من الصور. الهدف هو تحليل أسطح المنازل. تحدد الخوارزمية علامات التقادم، مثل الصدأ وتغير الألوان. بذلك، تشير إلى البيوت المرجح هجرها. تعتمد هذه التقنية على صور الأقمار الصناعية. كما تستفيد من تكنولوجيا طُورت أساسًا من قبل كيان تابع لوكالة الفضاء اليابانية (JAXA). هذه التكنولوجيا كانت تستخدم سابقًا لتحليل فوهات سطح القمر.

لقد أثبتت هذه التقنية فعاليتها بشكل ملموس. على سبيل المثال، تمكن المستخدم كوتارو ياسويه من رصد منزل خشبي. كان هذا المنزل مهجورًا لأكثر من عقد من الزمان. بعد التحقق من السجلات العقارية والتواصل مع المالك، اشترى ياسويه العقار. تم الشراء بمبلغ رمزي للغاية، وهو ين ياباني واحد. أكد ياسويه، الذي يدير شركة تأجير عقارات في محافظة جيفو، أن هذه الطريقة وفرت عليه جهداً كبيراً. هي أفضل بكثير من البحث التقليدي عبر زيارة الوكالات أو التفتيش الميداني.

لا تقتصر استخدامات هذه الخدمة على تحديد المنازل المهجورة فحسب. بل تمتد لتشمل تحديد الأراضي المناسبة لمشروعات تطويرية أخرى. يمكن استغلالها لإنشاء مواقف للسيارات أو محطات للطاقة الشمسية. يفتح ذلك آفاقًا جديدة في التخطيط العمراني واستثمار الموارد العقارية غير المستغلة.

منذ إطلاقها الكامل في عام 2024، استقطبت “Where Inc” ما يقارب 50 شركة يابانية كعملاء. يعكس هذا الإقبال المتزايد اهتمامًا واسعًا بالحلول الذكية. إنه يؤكد سعي اليابان لمواجهة أزمة العقارات المهجورة المتنامية. تمثل هذه التكنولوجيا نموذجًا لاستخدام الابتكار في معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى