الأمم المتحدة تحذر من تضاعف الطلب على التكييف عالمياً وتدعو لحلول مستدامة
✍️ هيئة التحرير – المنظار 24
حذّر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من تضاعف الطلب العالمي على مكيفات الهواء بثلاثة أضعاف بحلول عام 2050، وذلك في ظل تصاعد وتيرة موجات الحر الشديدة. ودعا البرنامج إلى تبني حلول تبريد أكثر استدامة وأقل تلويثاً للحد من الآثار البيئية المتفاقمة.
جاء ذلك ضمن دراسة “مراقبة التبريد العالمي”، التي كشف عنها برنامج الأمم المتحدة للبيئة على هامش فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 30) في مدينة بيليم البرازيلية. وأوضحت الدراسة أن هذا التضاعف في الطلب على تكييف الهواء قد يتجاوز ثلاثة أضعاف بحلول منتصف القرن، إذا ما استمرت التوجهات الحالية دون تغيير.
وعزت الدراسة هذه الزيادة الكبيرة إلى عدة عوامل رئيسية، تشمل النمو السكاني المتسارع وزيادة الثروة في العديد من المناطق، إلى جانب تكرار موجات الحر الشديدة. كما أشارت إلى تزايد قدرة الأسر ذات الدخل المنخفض على الوصول إلى أنظمة تبريد، والتي غالباً ما تكون أقل كفاءة وأكثر تلويثاً للبيئة.
وبناءً على هذه التوقعات، حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن مكيفات الهواء ستتضاعف تقريباً بحلول عام 2050 مقارنة بمستويات عام 2022. ومن المتوقع أن تصل هذه الانبعاثات إلى حوالي 7.2 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، مما يفرض تحدياً بيئياً كبيراً.
لمواجهة هذا التحدي، أوصت المنظمة الدولية بضرورة اعتماد واسع النطاق لما أسمته “الحلول السلبية”. تتضمن هذه الحلول تقنيات بسيطة وفعالة مثل التظليل الشمسي، وتحسين التهوية الطبيعية، وزيادة الغطاء النباتي، وتعزيز كفاءة العزل الحراري للمباني. تهدف هذه الإجراءات إلى تقليل الحاجة للتبريد الميكانيكي.
إضافة إلى ذلك، اقترحت الدراسة حلولاً أخرى مبتكرة تشمل “التبريد منخفض الطاقة” و”التبريد الهجين”. يعتمد التبريد الهجين على دمج المراوح مع مكيفات الهواء ذات الاستهلاك المنخفض للطاقة، مما يوفر تبريداً فعالاً مع تقليل البصمة الكربونية.
وأكد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الحلول السلبية ومنخفضة الطاقة يمكن أن تسهم في تحقيق ما يقرب من ثلثي التخفيضات المحتملة في الانبعاثات الكربونية. ويشدد البرنامج على أهمية دمج هذه الحلول ضمن السياسات الوطنية والتخطيط الحضري لضمان فعاليتها واستدامتها على المدى الطويل.
وأشار التقرير إلى أن تنفيذ هذه المشاريع المستدامة لن يساهم فقط في تحسين فرص حصول ثلاثة مليارات شخص إضافي على التبريد بحلول عام 2050، خاصة الفئات الأكثر ضعفاً وذات الدخل المحدود، بل سيؤدي أيضاً إلى توفير تراكمي قدره 17 تريليون دولار من تكاليف الطاقة بحلول نفس العام. وتتوقع مؤسسة “كلايمت ووركس” بيع ثلاثة مليارات مكيف هواء جديد حول العالم بين عامي 2025 و2050، مما يؤكد الحاجة الملحة لهذه التغييرات.

