تحليل إيراني: المغرب يحقق تقدماً في الصحراء والجزائر تتخذ موقفاً غامضاً

✍️ هيئة التحرير – المنظار 24
في تطور دبلوماسي يلقي الضوء على التحولات في ملف الصحراء المغربية، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” في تحليل لها، أن “المغرب حقق تقدماً سياسياً ملحوظاً داخل أروقة مجلس الأمن الدولي. هذا التطور جاء بعد تبني المجلس، الجمعة المنصرم، قراراً يعترف بمقترح الحكم الذاتي الذي قدمته الرباط سنة 2007، باعتباره إطاراً جاداً وواقعياً لتسوية النزاع الإقليمي”.
وشهد القرار، الذي نال دعماً واسعاً من الدول الأعضاء، امتناع كل من روسيا والصين وباكستان عن التصويت. اللافت في الموقف، حسب “إيرنا”، هو اختيار الجزائر اتباع ما وصفته الوكالة بسياسة “الكرسي الفارغ”، برفضها المشاركة في عملية التصويت. هذا الموقف فُسِّر من قبل الوكالة الإيرانية على نطاق واسع بأنه تخلٍ ضمني عن جبهة البوليساريو التي طالما دعمتها.
ولم يخف التقرير الإيراني دهشته من الموقف الجزائري، معتبراً أن امتناع الجزائر عن دعم ما وصفه بـ “مشروعها الانفصالي” وعدم مطالبتها حليفتها الاستراتيجية روسيا باستخدام حق الفيتو، قد يكون دليلاً على وجود تفاهمات خفية أو ضغوطات سياسية واقتصادية دفعت النظام الجزائري إلى التراجع. وتساءلت “إيرنا” صراحةً في تقريرها عما إذا كانت الجزائر قد قبلت ضمنياً بمغربية الصحراء مقابل مكاسب في مجالات الاستثمار أو الطاقة، أو خضعت لضغوط أمريكية قوية أجبرتها على الصمت إزاء هذا الملف.
وأبرز التقرير الإيراني المفارقة المتمثلة في أن الجزائر، التي خصصت لسنوات موارد مالية ضخمة لدعم جبهة البوليساريو وتمويل تحركاتها في المحافل الدولية، وجدت نفسها هذه المرة في موقع المتفرج. ويأتي ذلك في ظل تنامي القبول الدولي للخطة المغربية، حيث يعيد القرار الأممي الجديد التأكيد على أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يمثل الحل الواقعي والوحيد القادر على إنهاء هذا النزاع الإقليمي المزمن.
من جانبها، استقبلت الرباط هذا الموقف الدولي بتفاؤل، معتبرة أن اللحظة مواتية لترجمة هذه القناعة الأممية إلى خطوات عملية. في المقابل، واجهت الجزائر، التي بدت في موقف الحياد أو التراجع، انتقادات داخلية وخارجية واسعة بسبب موقفها، الذي فسرته العديد من الجهات على أنه تغيير في استراتيجيتها أو تراجع عن دعم حلفائها في تندوف، وتأكيد إضافي على ما يعتبره البعض فشلاً لسياستها القائمة على التصعيد.
وبهذه التطورات، يبدو أن ملف الصحراء المغربية قد دخل مرحلة جديدة، تتسم، وفقاً لتحليل “إيرنا”، بتقدم دبلوماسي مغربي ووضع جزائري يثير التساؤلات أمام المجتمع الدولي.
ولم يتسنّ لـ “المنظار 24” الحصول على تعليق رسمي من الجانب الجزائري بخصوص ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية.
✦ هيئة التحرير – جريدة المنظار 24
www.almindar.com

