تحليلات المكتب الوطني للحبوب تؤكد جودة القمح اللين للموسم الفلاحي 2025 بالمغرب
✍️ هيئة التحرير – المنظار 24
أفادت تحليلات مخبرية دقيقة أجراها المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني (ONICL) بأن جودة محصول القمح اللين للموسم الفلاحي 2025 بالمغرب تبشر بمؤشرات إيجابية ومتميزة. هذه التحليلات، التي استندت إلى عينات مستقاة من أبرز خمس جهات منتجة للحبوب في المملكة، أكدت تجاوز الوزن النوعي للمعيار المحدد وارتفاع نسبة البروتين، مما يعكس قيمة غذائية وتكنولوجية عالية للمحصول.
وبحسب النتائج الصادرة عن المختبر التابع للمكتب، أظهرت المناطق المعروفة بإنتاج الحبوب وزناً نوعياً متوسطاً فاق القيمة المعيارية البالغة 77 كيلوغراماً للهكتوليتر (77Kg/Hl) للقمح اللين. كما كشفت التحاليل أن متوسط نسبة البروتين في العينات بلغ 12.8 في المائة، وهي قيمة غذائية ممتازة تؤكد صلاحية هذا القمح للاستخدام في صناعة الخبز بقوة خبزية عالية ومثالية للقطاع بالمغرب. ولفتت النتائج أيضاً إلى انخفاض ملحوظ في نسبة الشوائب، واستقرار متوسط نسبة الرطوبة عند حدود 11.6 في المائة، وهي عوامل حاسمة في جودة التخزين والمعالجة.
وقد شملت الدراسة 218 عينة جُمعت بعناية من المزارعين والمجمعين في جهات طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة، والدار البيضاء ـ سطات، وبني ملال ـ خنيفرة، بالإضافة إلى جهتي الرباط ـ سلا ـ القنيطرة وفاس ـ مكناس. هدفت هذه العملية إلى توفير صورة شاملة وممثلة لجودة الإنتاج الوطني للموسم الفلاحي 2025، حيث خضعت العينات لتحاليل التصنيف التجاري (الفيزيائي)، فضلاً عن تحاليل كيميائية وتكنولوجية متقدمة.
وفي تفصيل لنتائج الوزن النوعي (Ps)، أشارت المعطيات إلى أن جميع المناطق المشاركة في التحليل سجلت وزناً نوعياً متوسطاً يفوق 77 Kg/Hl، باستثناء جهة الدار البيضاء ـ سطات. وتميزت جهتا فاس ـ مكناس والرباط ـ سلا ـ القنيطرة، اللتان ساهمتا بأكثر من 83 في المائة من إجمالي العينات، بتسجيل متوسط وزن نوعي فاق 78.9 Kg/Hl، مما يؤكد جودة محصولهما بشكل خاص.
أما بخصوص الأصناف، فقد أظهرت جميع الأصناف القديمة من القمح اللين وزناً نوعياً أعلى من المعيار، باستثناء صنف “Bandera”. كما سجلت الأصناف الحديثة مثل “Rahma” و”Nesma” و”Massira” و”Wissam” أداءً جيداً. وتفوق العديد من الأصناف الأخرى، بما فيها “Guadalete” و”Wafia” و”Faiza”، بتسجيل وزن نوعي مرتفع تجاوز 79 Kg/Hl.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن تأثير حجم المساحات المزروعة على الجودة له دلالة إحصائية واضحة، حيث سجل نشاط إنزيمي منخفض وغياب للحبوب المنبتة، وهو ما تم تأكيده بالاستناد إلى مؤشر “زمن سقوط هاغبرغ”. هذه النتائج المبشرة تعزز الثقة في الإنتاج الوطني للقمح اللين وتؤكد الجهود المبذولة لضمان الأمن الغذائي وجودة المنتجات الفلاحية بالمغرب.

