برنامج “فرصة”: تأجيل السداد لسنة وحصيلة بـ 1.6 مليار درهم كرقم معاملات
تأجيل سداد قروض "فرصة".. هل هو اعتراف حكومي بصعوبات المستفيدين؟

الرباط، 30 أكتوبر 2025.
أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أمس الأربعاء، عن مستجدات هامة تخص المستفيدين من برنامج “فرصة”، كاشفة عن إجراءات دعم جديدة بالتزامن مع تقديم حصيلة البرنامج.
ففي بلاغ رسمي، كشفت الوزارة عن إتاحة إمكانية تأجيل تسديد “قروض الشرف” الممنوحة لمدة سنة كاملة، وذلك لفائدة حاملي المشاريع المستفيدين من البرنامج والراغبين في تعليق أقساط التسديد.
وبالتوازي مع هذا الإجراء، قدمت الوزارة حصيلة البرنامج، معلنة أنه حقق 1.6 مليار درهم كرقم معاملات، وساهم في إحداث 21 ألف منصب شغل في مختلف أنحاء المملكة.
وأشار البلاغ إلى أن البرنامج تمكن من تمويل 21 ألفاً و160 مشروعاً، متجاوزاً بذلك الأهداف الأولية المحددة في 20 ألف مشروع. وذكرت مصادر أن 64% من هذه المشاريع الممولة تتمركز في المناطق القروية والمدن الصغيرة، وتشمل قطاعات متنوعة كالتجارة، السياحة، الفلاحة، والصناعة التقليدية.
قراءة في السياق : بين أرقام “الماكرو” وإكراهات “الميكرو”
يأتي الإعلان الوزاري المزدوج ليقدم صورة مركبة لبرنامج “فرصة”. فمن جهة، تحتفي الحكومة بأرقام “ماكرو” إيجابية، تظهر نجاحاً في تجاوز أهداف التمويل وتحقيق رقم معاملات إجمالي بـ 1.6 مليار درهم.
لكن من جهة أخرى، يأتي قرار “تأجيل التسديد” كاعتراف “ميكرو” ضمني بوجود صعوبات حقيقية تواجه آلاف المقاولين الشباب على أرض الواقع. هذا الإجراء، الذي يمثل متنفساً ضرورياً للمشاريع التي قد تواجه تحديات في التدفقات النقدية أو الولوج إلى الأسواق، يسلط الضوء على العقبة الأكبر: الانتقال من مرحلة التمويل الأولي إلى مرحلة الاستدامة السوقية.
فالعبرة في نجاح مثل هذه البرامج لا تكمن فقط في عدد المشاريع الممولة (21,160) أو حجم رقم المعاملات الإجمالي، بل في قدرة هذه المقاولات الناشئة على الاستمرار والنمو والوفاء بالتزاماتها بعد انتهاء فترة الدعم. قرار التأجيل هو خطوة واقعية تعترف بهذه الصعوبات، لكنها تضع تحدي الاستدامة طويلة الأمد كاختبار حقيقي لنجاح “فرصة” في نسخته الحالية.
روابط ذات صلة

