رحيل الفنان الكبير عبد القادر مطاع بعد صراع مع المرض.

هيئة التحرير – المنظار 24

أسدل الستار اليوم على مسيرة فنية حافلة امتدت لعقود، مع إعلان وفاة الفنان عبد القادر مطاع عن عمر يناهز 85 عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض وفقدان البصر، وهي الحالة الصحية التي أجبرته على الابتعاد عن الأضواء في سنواته الأخيرة. ويُعد الراحل أحد أبرز أيقونات التشخيص في المغرب، حيث ترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة الأجيال من خلال أدواره الخالدة في المسرح والسينما والتلفزيون.

غيب الموت الفنان القدير عبد القادر مطاع في هدوء، بعيداً عن صخب الساحة الفنية التي طالما كان أحد نجومها البارزين. فخلال السنوات الماضية، تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، مما دفع أسرته إلى إحاطته بالرعاية اللازمة بعيداً عن وسائل الإعلام، حفاظاً على صورته المشرقة في أذهان محبيه. وقد شكل خبر وفاة الفنان عبد القادر مطاع صدمة في الوسط الفني المغربي، حيث نعاه عدد من الفنانين والمثقفين عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستذكرين مناقبه ومسيرته الفنية الغنية.

وُلد مطاع في الدار البيضاء، وبدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة، حيث انضم إلى فرقة المسرح البلدي في الخمسينيات. ومن هناك، انطلقت رحلته مع الإبداع التي جعلته واحداً من أكثر الوجوه الفنية حضوراً في المشهد الوطني. تميز بقدرته الفائقة على تجسيد مختلف الأدوار، من الكوميديا إلى التراجيديا، بأسلوب عفوي وصادق لامس قلوب المغاربة. ولعل دوره في فيلم “وشمة” (1970) للمخرج حميد بناني، يُعد محطة فارقة في مسيرته السينمائية، بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل “السراب” و”شمس الربيع”.

لم يقتصر إبداع الراحل على السينما، بل كان للتلفزيون نصيب وافر من فنه، حيث شارك في عشرات المسلسلات والأفلام التلفزيونية التي جعلته ضيفاً دائماً على كل بيت مغربي. ويتذكر الجمهور أدواره في مسلسلات شهيرة مثل “خمسة وخميس” و”سرب الحمام”، التي أظهر فيها موهبته الاستثنائية. إن وفاة الفنان عبد القادر مطاع لا تمثل خسارة لعائلته الصغيرة فقط، بل هي خسارة للمشهد الثقافي المغربي بأسره، الذي فقد أحد أعمدته الراسخة.

برحيل عبد القادر مطاع، يفقد المغرب قامة فنية كبيرة وفناناً أصيلاً كرس حياته لخدمة الفن والثقافة. ورغم غيابه الجسدي، ستبقى أعماله خالدة في الذاكرة الجماعية، شاهدة على موهبة فذة ورجل أعطى الكثير للوطن دون انتظار مقابل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى