قراءة في مسرحية “عيشه ومش عيشه”: “الوجود الإنساني لا يُفهم إلا في ضوء تناقضاته”

هل العيش مجرد استمرار بيولوجي، أم هو بحث دائم عن معنى؟، هل يمكن أن نجد في التفاصيل الصغيرة لحظة كشف وجودي، أم أن هذه التفاصيل مجرد دوامة تُبقينا في أسر الروتين؟، هل الأمل الذي يتمسك به الفرد هو قوة حقيقية للتغيير، أم مجرد وهم يخفف قسوة الواقع؟

تفتح مسرحية “عيشه ومش عيشه” أفقاً واسعاً للنقاش النقدي، إذ لا تكتفي بإعادة تمثيل مشاهد مأخوذة من الحياة اليومية، بل توظفها كمرآة كاشفة لبنية المجتمع العربي المعاصر ولأسئلة فلسفية تتصل بالوجود والمعنى. إنّ تفاصيل تبدو بسيطة مثل طوابير الانتظار، ازدحام الشوارع، أو فضاءات البيوت والمكاتب، تتحوّل في سياق العمل إلى علامات مسرحية مشحونة بدلالات اجتماعية ووجودية. فهي تضع المتلقي أمام السؤال الجوهري: هل ما نعيشه حقاً هو “عيشة” كاملة، أم أنّه مجرد استمرار بيولوجي بلا مضمون إنساني عميق؟

هذه الإشكالية المضمرة تضع المسرحية في قلب جدل فلسفي طويل حول معنى الوجود. فالعيش، في بعده الفيزيولوجي، ليس كافياً لإشباع الحاجة الإنسانية إلى المعنى؛ وهو ما يجعل العمل قريباً من التصورات الوجودية عند سارتر وكيركغارد، حيث يصبح الإنسان مطالباً بأن يحمّل حياته قيمة من صنعه، وأن يقاوم اللامعنى الذي يفرضه المجتمع الحديث. إن عنوان المسرحية بحد ذاته، “عيشه ومش عيشه”، هو صياغة درامية لسؤال الوجود: ما الفرق بين أن تحيا وأن تعيش؟ بين الحياة كاستمرار جسدي والحياة كتجربة ممتلئة بالمعنى؟.

العنوان نفسه “عيشه ومش عيشه” يكثف هذه الإشكالية: نحن نعيش من الناحية الفيزيولوجية، لكن هل هذه عيشة بالمعنى الإنساني الكامل؟، إن السؤال لا يخص شخوص المسرحية والتي هي عبارة عن مشاهد منتقاة بعناية مقصودة مع سبق الإصرار والترصد، للكشف، التقفي، الفهم، والتجلي، أمام المتلقي الذي يصبح في العملية المسرحية، شاهد ومتابع، وناقد، وفي نفس الوقت جزء من الإشكالية، إشكالية “عيشه ومش عيشه”، بل يمتد ليشمل المتلقي الذي يجد نفسه مدعواً للتفكير في حياته الخاصة.

تقوم المسرحية على استثمار تفاصيل تبدو عابرة: الانتظار في المحطات، الأحاديث الجانبية في الأزقة، أو التفاعلات في المقاهي والمجمعات الاستهلاكية. لكنها تفتح هذه اللحظات على أسئلة كبرى. فالانتظار، مثلاً، ليس مجرد فعل زمني، بل استعارة عن وضع إنساني يتسم بالترقب واللايقين. هنا تستعيد المسرحية بُعداً وجودياً قريباً مما صاغه هايدغر في حديثه عن “الوجود-نحو-الموت”: أي أنّ الإنسان عالق دوماً في حالة انتظار لشيء لم يأتِ بعد، ولذا يسعى إلى شحن اللحظة الصغيرة بمعنى يمنحه الاستمرار.

الفضاءات المتعددة (البيت، الشارع، السوق، المكتب) تتحول إلى خريطة رمزية للمجتمع. البيت يعكس الحميمية لكنه يكشف أيضاً صراعات الجيل والقيم. الشارع يمثل الحضور الشعبي والاحتكاك المباشر، لكنه يكشف كذلك عن عنف الحياة اليومية. أما المجمعات التجارية والمكاتب، فهي ترمز إلى صعود ثقافة الاستهلاك والبيروقراطية الحديثة التي قد تزيد من عزلة الفرد، وهو ما يذكر بتحليلات باومان حول “الحداثة السائلة” حيث تتفكك الروابط الاجتماعية لصالح علاقات استهلاكية مؤقتة، وكذلك نقد بودريار للمجتمع الاستهلاكي الذي تغدو فيه الأشياء أكثر حضوراً من البشر.

تضيء المسرحية علاقة الفرد بمحيطه. الشخصيات، رغم ضغوط الواقع، لا تذوب كلياً في الجماعة، بل تقاوم الانكسار عبر بناء علاقات تمنحها القدرة على الاستمرار. وهنا يمكن أن نستحضر منظور إميل دوركايم الذي شدّد على أهمية التضامن الاجتماعي في تماسك الجماعات. فالمسرحية توحي بأن الفرد يستمد قوته من محيطه، وأن الروابط الإنسانية ـ العائلة، الصداقة، الجيرة ـ تشكل آلية للمقاومة ضد الانهيار.

لكنها في الوقت ذاته تكشف عن التوتر بين الفردية والجماعية. فهناك شخصيات تسعى إلى التحرر من سلطة المجتمع والبحث عن ذاتها، فيما أخرى تجد في التماهي مع الجماعة مصدراً للمعنى. هذا التوتر يعكس أزمة المجتمعات العربية المعاصرة، الممزقة بين نزعة تحديثية تدفع نحو الفردية، وبين بقايا البنى التقليدية التي تؤكد على الانتماء الجمعي.

أحد أبرز عناصر المسرحية هو الانتقال المستمر بين الهزل والمأساة. ففي لحظة نضحك على مفارقة يومية، ثم نجد أنفسنا في مواجهة مأساة إنسانية صامتة. هذه الثنائية لا تُقرأ بوصفها مجرد تقنية مسرحية، بل كفلسفة وجودية. فالضحك، كما يرى برغسون، ليس إلا أداة نقد اجتماعي، تكشف التناقضات وتعيد التوازن عبر السخرية. وفي السياق العربي، يصبح الضحك وسيلة للمقاومة، للتخفيف من وطأة القمع والفقر واللايقين. أما الدموع فهي اعتراف بالهشاشة، إقرار بأن الإنسان محكوم دوماً بالخسارة والانكسار.

بهذا المعنى، فإن المسرحية تقدم صورة واقعية للوجود الإنساني كمسافة متوترة بين الفرح والحزن، الانتصار والانكسار، وهو ما يجعلها أكثر قرباً من التجربة المعيشة للجمهور الذي يرى نفسه في المرآة المسرحية.

في انتقالها المستمر بين الضحك والدموع، الفرح والترح، السلبي والإيجابي، تحاكي المسرحية بنية الحياة نفسها. فالهزل يتداخل مع المأساة، والانتصارات الصغيرة تتجاور مع الهزائم اليومية. هذه الثنائية تعكس رؤية فلسفية ترى أن “الوجود الإنساني لا يُفهم إلا في ضوء تناقضاته”. الضحك ليس مجرد ترفيه، بل هو أداة مقاومة، طريقة لتخفيف وطأة الواقع؛ فيما الدموع تكشف هشاشتنا وعمق أزمتنا. إنها مقاربة شبيهة بما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون حين رأى في الضحك شكلاً من أشكال النقد الاجتماعي، يفضح التناقضات ويعيد التوازن

على الرغم من أن المسرحية تُظهر الكثير من صور الانكسار، فإنها مشبعة بروح الأمل. هذا الأمل ليس رومانسياً أو عاطفياً، بل هو ما يسميه الفيلسوف إرنست بلوخ “مبدأ الأمل”: أي قدرة الإنسان على أن يرى في المستقبل إمكاناً لتجاوز الحاضر. الشخصيات تتمسك بعلاقاتها الإنسانية كجسر نحو الاستمرار. ففي الصداقة، في الحب، في التضامن، تكتشف إمكانية للمضي قدماً رغم كل التحديات.

هذا البعد يجعل المسرحية أكثر من مجرد وثيقة اجتماعية؛ إنها خطاب فلسفي عن المقاومة اليومية، حيث الأمل ليس شعاراً بل ممارسة يومية: أن تواصل العيش رغم كل شيء.

من منظور جمالي، تعمل المسرحية على إعادة الاعتبار للتفاصيل الصغيرة التي نغفل عنها. وكأنها تحقق مقولة بريخت بأن “المسرح يجب أن يُعيدنا إلى التفكير فيما هو بديهي”. كل مشهد يومي يفتح نافذة على سؤال أكبر: ما معنى أن ننتظر؟ أن نتسوق؟ أن نجلس مع العائلة؟ في هذه الأسئلة البسيطة يكمن جوهر الوجود. وهنا يتضح أن “القصص الصغيرة” التي نعيشها هي التي تصنع التاريخ الحقيقي للمجتمع.

إن مسرحية “عيشه ومش عيشه” تندرج ضمن الأعمال التي تجمع بين الواقعية الاجتماعية والبعد الفلسفي. فهي تكشف أنّ تفاصيل الحياة اليومية ليست مجرد أحداث عابرة، بل مسرح للوجود الإنساني وصراعاته. من خلالها، يُطرح سؤال: هل ما نعيشه عيشة كاملة المعنى أم مجرّد حياة ناقصة؟

في تحليلها الاجتماعي، تبرز أهمية الروابط الإنسانية في مقاومة الانكسار، كما تكشف عن التوتر بين الفرد والجماعة في سياق عربي مأزوم بالتحولات. وفي بعدها الفلسفي، تتقاطع مع تصورات سارتر وكيركغارد وهايدغر حول مسؤولية الفرد عن خلق المعنى، ومع برغسون في الضحك كأداة مقاومة، ومع بلوخ في الأمل كمبدأ للحياة.

هكذا، تبرهن المسرحية أن الفن ليس مرآة للواقع فحسب، بل هو قوة نقدية تكشف عن البنى العميقة للمجتمع والوجود، وتعيد إلينا القدرة على رؤية الجمال والمعنى في تفاصيل تبدو تافهة لكنها في الحقيقة تشكل نسيج حياتنا.

تُعدّ مسرحية “عيشه ومش عيشه” نموذجاً فنياً يعكس دينامية الحياة اليومية في المجتمع العربي، حيث تتقاطع تفاصيل صغيرة تبدو عابرة للوهلة الأولى مع قضايا وجودية واجتماعية كبرى. فهي لا تكتفي بعرض مشاهد مألوفة من الأزقة والأسواق والمكاتب والمطاعم، بل تحوّلها إلى مرايا تعكس بنية المجتمع بأكملها: صراعاته الداخلية، توتراته الطبقية، وانشغالاته بالمعنى والجدوى. هذا التداخل بين العابر واليومي من جهة، وبين الفلسفي والوجودي من جهة أخرى، يفتح أفقاً خصباً لقراءة المسرحية اجتماعياً وفلسفياً.

من أبرز ما يميز مسرحية “عيشه ومش عيشه” هو قدرتها على إعادة الاعتبار للتفاصيل الصغيرة التي تمر غالباً دون وعي. فالانتظار أو الاصطفاف في طابور للبحث عن صيغة للحياة “عيشه” يتحول إلى حدث مسرحي مشحون بالدلالات: الانتظار هنا ليس مجرد فعل زمني، بل هو استعارة عن وضع إنساني يتسم بالترقب واللايقين. هكذا يغدو “الزمن المهدور” لحظة للتأمل في معنى العيش ذاته، وكأن المسرحية تقول إننا جميعاً عالقون في طوابير الحياة، نبحث عن منفذ نحو الحرية أو الأمل.

تطرح المسرحية سؤال العلاقة بين الفرد ومحيطه. الشخصيات تعيش في سياق اجتماعي يتسم بالضغط البيروقراطي، الزحام، العلاقات الإنسانية المتوترة أحياناً، وضغط السوق والاستهلاك، وحتى تفاصيل النميمة والقيل والقال واقتفاء أثر الجار إلى حد الاستفزاز، ومع ذلك، فإن الفرد لا يذوب تماماً في هذا السياق، بل يقاوم الانكسار ويحافظ على إنسانيته عبر شبكة من العلاقات الاجتماعية التي تمنحه القدرة على الاستمرار. بهذا المعنى، تتبنى المسرحية رؤية قريبة من فلسفة إميل دوركايم التي ترى في التضامن الاجتماعي شرطاً أساسياً لاستمرار الحياة الجمعية، لكنها تلمح أيضاً إلى البعد الوجودي عند سارتر أو كيركغارد، حيث يتحمل الفرد مسؤولية خلق المعنى وسط عالم يبدو في كثير من الأحيان بلا معنى.

تطرح مسرحية “عيشه ومش عيشه”، قضايا الإنسان والأمكنة والأزمنة بكل تجلياتها وصراعاتها ونأماتها التي تعكس حركية المجتمع وتفاعله مع نفسه ومع محيطه، حيث ينبثق من وراء كل مشهد من مشاهد المسرحية، (المشاهد اليومية) أسئلة فلسفية تعتمد على فضح الحقيقة وكشف الأقنعة التي تموه الـ”عيشه”: هل العيش مجرد استمرار بيولوجي، أم هو بحث دائم عن معنى؟، هل يمكن أن نجد في التفاصيل الصغيرة لحظة كشف وجودي، أم أن هذه التفاصيل مجرد دوامة تُبقينا في أسر الروتين؟، هل الأمل الذي يتمسك به الفرد هو قوة حقيقية للتغيير، أم مجرد وهم يخفف قسوة الواقع؟

بهذا المعنى تتجاوز المسرحية حدود التوثيق الواقعي لتدخل فضاء الفكر، واعمال العقل والتماهي والانتقاد، والتساؤل مع شخوص المسرحية التي انمازت بالتألق والتشابك إلى حد الانصهار والتذاوت.

على المستوى الاجتماعي، تكشف المسرحية عن قدرة المجتمع العربي على الصمود في مواجهة تحديات قاسية: البطالة، الفقر، فقدان العدالة الاجتماعية، وضغط الحداثة الاستهلاكية، تفشي الإجرام، “الخاوة” التمييز في انتقاء الموظفين والعاملين ليس على أساس الكفاءة والتجربة بل على أساس القرابة، ليس بالضرورة أن تكون قرابة عائلية ولكنها تتعداها إلى قرابة “المحسوبية” والوصاية الكيدية، غير أن المسرحية لا تقدم خطاباً وعظياً مباشراً، بل تكتفي بفتح النوافذ على مشاهد الحياة اليومية، حيث يُلمس الصراع في التفاصيل: أب يبحث عن لقمة العيش، امرأة تحاول التوفيق بين العمل والبيت، شباب عالق بين طموحاته والقيود المفروضة عليه. في هذه التفاصيل، يتجلى البعد الإنساني العميق، حيث الأمل ليس مجرد شعور، بل ممارسة يومية لإعادة بناء الذات رغم العثرات.

من أهم وظائف المسرح، كما قال بريخت، أنه يدعونا إلى إعادة النظر فيما هو بديهي. وهذا ما تفعله “عيشه ومش عيشه”: فهي تعيد إلينا القصص التي نعيشها ولا نراها. عبر التقطيع الزمني والانتقال بين فضاءات مختلفة، يدرك المشاهد أن حياته الخاصة ليست استثناءً، بل جزء من نسيج إنساني عام. هذه الرؤية تخلق وعياً اجتماعياً جديداً، حيث يُفهم أن “القصص الصغيرة” هي التي تشكل التاريخ الحقيقي للجماعات.

رغم كثافة الصراعات والانكسارات، تظل مسرحية “عيشه ومش عيشه” مشبعة بروح الأمل. هذا الأمل ليس رومانسياً ساذجاً، بل هو فعل مقاومة، يشبه ما يسميه إرنست بلوخ بـ”مبدأ الأمل”، أي قدرة الإنسان على أن يرى في المستقبل إمكانية لتجاوز الحاضر. فالقيمة الأساسية التي تحافظ عليها الشخصيات هي تمسكها بالعلاقات الإنسانية: الصداقة، العائلة، التضامن. هذه العلاقات هي الجسر الذي يتيح للمجتمع النهوض رغم التحديات.

إن مسرحية “عيشه ومش عيشه” ليست مجرد تصوير واقعي للحياة اليومية، بل هي عمل فلسفي بامتياز يفتح أعيننا على أسئلة الوجود والمعنى. من خلال مشاهد مأخوذة من الشارع والبيت والمكتب، تنسج المسرحية لوحات تكشف جدلية الفرد والمجتمع، التوتر بين المأساة والهزل، وصراع الإنسان بين الرتابة والأمل.

إنها دعوة للتأمل في حياتنا الخاصة: هل نعيش حقاً، أم أننا نحيا حياة ناقصة بلا جوهر؟ وهل يكفي أن نقاوم الانكسار بالتفاصيل الصغيرة كي نصنع عيشة تستحق أن تُسمى عيشة؟.

بهذه الأسئلة، تبرهن المسرحية أن الفن ليس مجرد مرآة للواقع، بل هو قوة نقدية وفلسفية تكشف لنا ما وراء المشهد اليومي، وتعيد إلينا القدرة على رؤية الجمال والمعنى في أبسط لحظات العيش.

اعتقد جازما أن نص المسرحية”المتشابك” المتعدد المشاهد، قد تمت قراءته جماعيا بوعي محسوب، من أجل ترصيف البعد  الدراماتورجي  ليصبح قادرا “للتمسرح”كما قال سيرجييفيتش ستانسلافسكي في كتابه”إعداد الممثل”:”كل شيء قابل للتمسرح حتى دليل الهاتف”، وهذا ما يتجلى في إدارة الممثلين على الركح، حيث يتضح من العرض أن كل شخص من الشخوص الورقية كان يوظف تقنيات التشخيص بما أوتي من مسرح، لكي تخلق الانسجام بين معطيات المخرج وارشادات السينوغرافيا وتقنيات الممثل بالإضافة إلى الإنارة التي ساعدت على ابراز مكونات العرض المسرحي بلغة شفيفة واضحة، دون أن نحس بالتلكؤ أثناء التنقل من مشهد إلى آخر، وهذا يحسب لأعضاء الفرقة كلها، (الانسجام، الخطاب، التحرك، المسافة، والمجال)

المسرحية عرضت يوم الأربعاء 17 سبتمبر/أيلول 2025 بالمسرح العربي أم الفحم، من تشخيص قرمان قرمان، وائل حمدون، نور مغربي، سهاد خويص، رغدة أبو حسين، سعيد عطارية، لرين مرجية، واخراج واعداد نص: هشام سليمان وحنا شماس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى