برؤية تنموية تراثية واعدة.. مهرجان أداي آيت حربيل يفتتح نسخته الجهوية الأولى

انطلقت فعاليات مهرجان أداي آيت حربيل في نسخته الجهوية الأولى، المنظم تحت شعار: “تثمين الموروث اللامادي بواحات الجنوب في خدمة التنمية المحلية”، وذلك وفق برنامج غني استقيناه من التصور الذي وضعته جمعية واحة أداي المالكي ومستغلي المياه لأغراض زراعية، بشراكة مع المجلس الجماعي لجماعة أداي، وبتعاون مع فعاليات من المجتمع المدني، في خطوة جماعية تسعى إلى خلق دينامية جديدة بالمنطقة، ترتكز على التراث كرافعة للتنمية.

وقد افتُتحت أشغال اليوم الأول الخميس المنصرم، في تمام الساعة العاشرة صباحًا بمائدة مستديرة احتضنتها دار الشباب، استهلت بكلمات ترحيبية لكل من الجمعية المنظمة والمجلس الجماعي، قبل أن يُفسح المجال لمداخلات عدد من المدعوين، الذين ناقشوا في تدخلاتهم سبل تحقيق الإشعاع الثقافي للمنطقة، وإبراز الإمكانات التراثية والسوسيو-اقتصادية الكامنة في واحات أداي ومحيطها.
واختُتمت أشغال هذه الجلسة الحوارية على الساعة الواحدة وخمسين دقيقة زوالًا، لتُستأنف الأنشطة مساءً بافتتاح جناح المعرض على الساعة الخامسة، بحضور رسمي لوفد من الفاعلين المحليين والإقليميين، حيث تم عرض منتوجات تقليدية وأعمال يدوية تعكس ذاكرة الواحات، وتبرز مكانة الحرف والموروث المحلي في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة.

أما الأمسية الفنية، فقد انطلقت على الساعة الحادية عشرة ليلًا، من تنشيط فرقة تفرخين أدرار تفراوت، التي ألهبت حماس الحاضرين بإيقاعاتها الأصيلة وأدائها الفلكلوري، في سهرة تُعد من أبرز محطات اليوم الأول، رغم الإكراهات التقنية التي حدّت من التفاعل اللحظي للحضور، نتيجة التذبذب المتكرر في التغطية الهاتفية، والتي باتت من التحديات اليومية التي تؤثث خلفية كل نشاط بالمنطقة.
ويمتد المهرجان على مدى ثلاثة أيام متتالية، ويُراهن من خلال فقراته المتنوعة بين الثقافي، الفني، والاقتصادي، على إرساء تقاليد جديدة للاحتفاء بالذاكرة المحلية، وتكريس دور الواحات كمجالات حية، حاملة لإمكانات تنموية حقيقية، ما يجعل من هذه المبادرة خطوة أولى على درب طويل نحو ترسيخ موقع أداي آيت حربيل ضمن خارطة الإشعاع الجهوي والوطني.


