مدرسة “الكاك سبو” تبرز في ساحة كرة القدم القنيطرية رغم ضعف الإمكانيات
مدرسة "الكاك سبو".. حلم كروي يتجسد رغم التحديات في قلب القنيطرة

سعيد امروي – القنيطرة
من رحم المعاناة، وتحت أضواء الأمل الخافتة، بزغت فكرة تأسيس مدرسة “الكاك سبو” لكرة القدم بمدينة القنيطرة. مبادرة انطلقت سنة 2017، لكنها تعود جذورها إلى رغبة أطفال الأمس في المدينة، الذين جمعهم شغف الكرة المستديرة منذ نعومة أظافرهم، في وقت كان الحصول فيه على كرة قدم مجرد حلم بعيد المنال.
كبر هؤلاء الأطفال، وكبر معهم الحلم، فاجتمعوا على تأسيس مدرسة رياضية تحتضن المواهب الناشئة وتوفر ما افتقدوه هم في مسيرتهم الكروية. وبالرغم من الظروف الصعبة والإمكانيات المحدودة، استطاعت المدرسة أن تضم مختلف الفئات العمرية، انطلاقا من سن ست سنوات، لتشكل بذلك نواة حقيقية لبناء جيل كروي جديد.
تُجرى الحصص التدريبية داخل ملعب دار الشباب رحال المسكيني، الذي لا يخلو من عراقيل تقنية ولوجستيكية، بدءا من ضيق مساحته، مرورا بنوعية العشب الاصطناعي غير المناسبة، وصولا إلى غياب التغطية الكافية لجنباته. كلها عوامل تُثقل كاهل المؤطرين والمدربين، وتجعل من مهمتهم في التكوين الرياضي أكثر تعقيدا.

ورغم أن معظم المنخرطين بالمدرسة ينحدرون من أحياء هامشية، فإن سمعة “الكاك سبو” جذبت مواهب كروية واعدة في هاته الاحياء، عمل المدربون على صقلها بشغف كبير. وبتفان واضح، سعت الأطر التقنية إلى تقديم كل الدعم والمساندة التي حُرموا منها سابقا، ليمنحوا الجيل الجديد من اللاعبين فرصا أفضل للنجاح والتطور.
وقد بدأت هذه المجهودات تؤتي أكلها، حيث تمكنت فرق “الكاك سبو” من احتلال مراتب متقدمة في المنافسات الجهوية، ومقارعة أسماء كبيرة كأكاديمية محمد السادس، الجيش الملكي، الفتح الرباطي وغيرها. إنجازات مشرفة تحققت بفضل التضحيات الجماعية لأعضاء المدرسة، من مدربين وأولياء أمور ومتطوعين يعملون خلف الستار دون كلل.
وفي تصريح خص به جريدة “المنظار 24″، قال الإطار الرياضي عبد الصمد، مدرب فئة أقل من عشر سنوات: “بفضل التضحيات الجسام لكل مكونات الفريق، من أصغر لاعب إلى الطاقم التقني، تمكنا من تحقيق نتائج مشرفة، بل وانتقل بعض لاعبينا لأندية كبيرة على المستوى الوطني. أصدقاء الأمس أثبتوا، رغم الصعاب، أن العمل الجماعي قادر على صنع المعجزات.”
ورغم كل هذه النجاحات، تبقى المجهودات الذاتية وحدها غير كافية. فغياب الدعم المادي واللوجستي والمعنوي من الجهات المسؤولة و المعنية، يُشكّل عقبة حقيقية أمام استمرار وتطور هذا المشروع الكروي الطموح.
ولنا عودة في هذا الملف، لإماطة اللثام عن تفاصيل أكثر حول واقع وآفاق مدرسة “الكاك سبو” الرياضية.

