إدراج “الأرجوزة الطبية” لابن طفيل في سجل “ذاكرة العالم” لليونسكو

اليونسكو تُدرج "الأرجوزة الطبية" لابن طفيل في سجل "ذاكرة العالم"

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اليوم الخميس، عن إدراج مخطوط “الأرجوزة الطبية” للعالم المغربي ابن طفيل في سجل ذاكرة العالم، وذلك في إطار طلب تقدمت به المملكة المغربية لصون أحد أبرز معالم التراث الوثائقي العربي والإسلامي.

ويهدف سجل “ذاكرة العالم”، الذي تشرف عليه المنظمة الأممية منذ سنة 1992، إلى حماية التراث الوثائقي الإنساني وإتاحته للأجيال الحاضرة والمستقبلية.

ويُعد هذا المخطوط، الذي يحمل عنوان “أرجوزة طبية”، من أشهر مؤلفات أبو بكر محمد بن عبد الملك القيسي، المعروف بابن طفيل، وقد كُتب على شكل قصيدة شعرية من بحر الرجز، لما يتميز به هذا النمط من سهولة الحفظ وسلاسة الإيقاع، وهو ما جعله أداة تعليمية فعالة في زمنه.

وبحسب اليونسكو، يتضمن هذا العمل الضخم ما يقارب 7700 بيت شعري موزعة على 148 صفحة، ويُصنّف كموسوعة طبية شاملة تغطي طيفًا واسعًا من الأمراض، وفق ترتيب منهجي دقيق عبر سبعة مقالات تحتوي على عدة فصول، تعالج الأمراض التي تصيب مختلف أجهزة الجسم البشري.

ويغطي المخطوط أمراض الرأس، والوجه، والجهاز التنفسي، والهضمي، إضافة إلى الأمراض الباطنية، وأمراض الكلى والمسالك البولية، والحمى بأنواعها، وصولًا إلى الإصابات الخارجية وطرق علاجها عبر علم السموم.

وفي تعليقها على هذا الإدراج، اعتبرت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، أن “التراث الوثائقي يُعد عنصرا أساسيا وإن كان هشًّا من ذاكرة البشرية”، مضيفة أن برنامج “ذاكرة العالم” يضطلع بمهمة أساسية في صونه ومشاركته وتثمينه عبر العالم.

وشمل الإعلان الجديد لليونسكو أيضًا إدراج 73 مجموعة وثائقية جديدة ضمن السجل نفسه، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي إلى 570 مجموعة تغطي مواضيع من قبيل الثورة العلمية، ودور المرأة في التاريخ، والتحولات المفصلية في مسار التعددية الثقافية.

وتشمل هذه المجموعات العالمية كتبًا ومخطوطات وخرائط وأرشيفات وصورًا وتسجيلات سمعية وبصرية، تسعى إلى حفظ الذاكرة المشتركة للإنسانية في تنوعها وغناها.

ويُمثل هذا الاعتراف الدولي الجديد تتويجا لجهود المغرب في صيانة تراثه الوثائقي والفكري، ويعزز حضوره في خارطة الثقافة العالمية باعتباره بلدًا غنيًا بموروثه العلمي والحضاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى