فاس: عرض إيكوغرافي لخريطة المغرب.. انتقادات تنظيمية وفنية

المنظار – سالم القادري

شهدت ساحة باب بوجلود بفاس، مساء السبت 30 نونبر 2024، عرضا إيكوغرافيا ضخما لخريطة المغرب، ضمن فعاليات ملتقى فاس الأول الذي نظمته جمعية مبادرات لترسيخ ركائز الدولة الاجتماعية. الحدث، الذي جاء تخليدا للذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، كان من المنتظر أن يعكس رمزية الوحدة الوطنية، إلا أن غياب بعض العناصر الأساسية، وعلى رأسها الإعداد الفني الكافي، أثار ملاحظات الجمهور.

كان العرض الذي أخرجه المخرج إدريس الروخ بمثابة لوحة فنية تهدف إلى ترسيخ قيم الانتماء الوطني والوحدة الترابية. وقد صرّح المخرج قبل بداية العرض لجريدة المنظار قائلاً: “الاشتغالات كانت منذ مدة طويلة مع أعضاء الجمعية، اشتغلنا على هذه الأفكار مدة طويلة، حاولنا أن نبلور الكثير من الاشتغالات حول مفاهيم متعددة شعارها الوطنية والانتماء والرغبة في تحقيق الالتئام بين الشعب والعرش”. إلا أن هذا التصريح أثار عدة تساؤلات، فكيف لعمل استغرق وقتاً طويلاً من التحضير لم ينتبه إلى الجوانب التقنية الأساسية، وعلى رأسها الإنارة، التي أثرت بشكل مباشر على جمالية العرض وقدرته على إيصال رسالته؟

فقد ظهرت الخريطة في حالة من الظلام، حيث اقتصرت الرؤية على بعض الجوانب التي أضاءتها المنصة الغنائية، ما أضعف من جمالية العرض المنتظر. الجمهور، الذي كان يترقب رؤية “أكبر خريطة” تُجسد رمزية التراب الوطني، وجد نفسه أمام عرض يفتقد للوضوح والإبهار البصري.

السؤال المطروح هنا: كيف يُغفِل فريق التنظيم والإخراج -وعلى رأسهم (إدريس الروخ)، رغم خبراته الكبيرة،- عن عنصر أساسي كالإضاءة في عرض بصري يُقام ليلا؟ إن مثل هذه التفاصيل يمكن أن تترك أثرا سلبياً على انطباعات الجمهور، خاصة وأن الترويج للعرض قد أثار حماسا واسعا، هل بمثل هذه العروض سيتم الترويج للمغرب المقبل على تنظيم كأس العالم مع إسبانيا والبرتغال عام 2030، يتساءل مراقبون؟

بالإضافة إلى الملاحظات الفنية، أثار غياب السيد والي جهة فاس مكناس، الذي تم الترويج لحضوره من قبل المنظمين، تساؤلات لدى الحاضرين. كما أن الانطلاقة الفعلية للعرض تأخرت بشكل ملحوظ بسبب انتظار الوالي الذي لم يحضر في النهاية.

عرض إيكوغرافي لخريطة المغرب بفاس

فرصة لتدارك الأخطاء مستقبلا

إن نجاح مثل هذه التظاهرات يتطلب اهتماما أدق بالجوانب الفنية والتنظيمية لضمان إيصال الرسائل الوطنية بفعالية. يُؤمل أن تكون هذه التجربة درسا للمنظمين والمشاركين لتقديم عروض تليق برموز الوطن وتطلعات الجمهور.

هذه التظاهرات تُعتبر محطات هامة لتجديد الالتزام الوطني، لكنها تحتاج إلى رؤية تنظيمية وفنية شاملة لضمان نجاحها على جميع المستويات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى