القنيطرة والتحولات العمرانية .. هل مشروع التهيئة الجديد يحقق التوازن؟

بقلم هشام مداحي
في ظل التحولات العمرانية التي تشهدها مدينة القنيطرة، يبرز مشروع تصميم التهيئة الجديد كخطوة محورية تهدف إلى توجيه النمو الحضري وتحسين البنية التحتية. وعلى الرغم من بعض الجوانب الإيجابية التي يحملها المشروع، مثل تحويل الفيلات إلى عمارات ذات طوابق، مما يساهم في تعزيز الاستثمارات داخل المدينة ويحد من التوسع العمراني العشوائي على أطرافها، إلا أن هذا التصميم لم يسلم من الانتقادات.
اذ هناك قلق متزايد من تأثير بعض التغييرات المقترحة على جودة الحياة في المدينة، خصوصاً مع التعديلات التي قد تؤدي إلى فقدان مساحات خضراء وتحويل مناطق طبيعية إلى كتل إسمنتية. وفيما يلي بعض الملاحظات الرئيسية حول تصميم التهيئة:

  1. نقص المساحات الخضراء
    يُعد غياب المساحات الخضراء من أكبر الانتقادات الموجهة للتصميم الجديد. على سبيل المثال، في أحياء مثل “حي الأمل” و”حي الوفاء” و”حي الإرشاد” و”حي المغرب العربي والجنانات ببئر رامي” وكذلك بعض الأحياء بأولاد اوجيه، يشكو السكان من غياب الحدائق والمساحات الخضراء، مما يجعل هذه الأحياء تعاني من الاكتظاظ ونقص المتنفسات الطبيعية.
  2. التغيير في استخدام الأراضي من ملاعب إلى فيلات راقية
    أحد الانتقادات الكبيرة هو التحويل المفاجئ لأراضٍ كانت مخصصة لمرافق عامة إلى مشاريع سكنية خاصة. في منطقة تقع بين سوق السلام وثانوية مولاي علي الشريف، كانت الأراضي مخصصة لإقامة ملاعب رياضية ومساحات خضراء، إلا أن التصميم الجديد حوّل هذه الأراضي إلى تجزئة سكنية خاصة بالفيلات.
  3. مشاكل الازدحام المروري وعدم وجود أنفاق تحت أرضية ومرائب سيارات
    الازدحام المروري في القنيطرة، خصوصًا في الشوارع الرئيسية مثل شارع محمد الخامس والمدارات الرئيسية كالتي توجد بين سعيد الداودي وشارع مولاي عبد العزيز، وقصر المعارض، وملعب المسيرة، وماكدونالدز، وشارع الحسن الثاني، ومدخل مدينة القنيطرة من جهة الشمال. ومع غياب خطط فعالة في التصميم الجديد لبناء أنفاق تحت أرضية بالإضافة إلى مرائب سيارات لتخفيف الضغط على هذه الشوارع، من المتوقع أن تزداد حدة هذه المشكلة مع استمرار تشييد العمارات وتزايد النمو السكاني في المدينة.
  4. تجاهل الثقافة والسياحة في التخطيط
    الجانب الثقافي والسياحي هو أحد الجوانب المهمة التي تجاهلها التصميم الجديد. على سبيل المثال، منطقة شليحات، التي تعتبر من المواقع ذات القيمة الكبيرة، لم يتم تخصيص أي خطط لتطويرها سياحيًا في التصميم الجديد. كان من الممكن تحويل شليحات إلى وجهة سياحية جذابة، لكنها بقيت خارج اهتمامات التخطيط العمراني الحديث.

في هذا السياق، أصبح من الضروري على جماعة القنيطرة أن ترفض هذا التصميم وألا تقوم بالتوقيع عليه في صيغته الحالية، حفاظاً على مستقبل المدينة وسكانها. ولتدارك الموقف، يجب على لجنة التعمير والتنمية المجالية والمحافظة على البيئة عقد اجتماع استثنائي بطلب من رئيس اللجنة، بهدف وضع توصيات ملموسة بخصوص تصميم التهيئة، تضمن تحسينه ليتوافق مع تطلعات السكان واحتياجات المدينة المتزايدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى