هيمنة فرنسية على سوق زيت الأرغان تُهدد التعاونيات النسائية بالمغرب
لطالما ارتبط زيت الأرغان بسمعة “التجارة العادلة” وازدهر بفضل التعاونيات النسائية بالمغرب. لكن اليوم، تواجه هذه التعاونيات خطر الهيمنة من قبل شركة فرنسية عملاقة، مما يُهدد مصدر رزق النساء ويُعيق تنمية هذا القطاع الحيوي.
وتُسيطر هذه الشركة الفرنسية على ما يقارب 70% من سوق زيت الأرغان، بينما تعاني 621 تعاونية نسائية في هذا القطاع من تراجع حاد في حصتها من السوق، ممّا أدى إلى خسائر مالية وفقدان للوظائف، واضطرار العديد من هذه التعاونيات إلى الإغلاق، حسب تقرير منشور بصحيفة “ربورتر”.
هيمنة الشركة الفرنسية على السوق:
بين عامي 2008 و 2013، انقلبت حصص السوق بين القطاع التعاوني والقطاع الخاص، وفقًا للباحثة لوسي بولين، التي كتبت أطروحة مهنية في SupAgro Montpellier عام 2018.
وتوضح بولين: “حافظت تعاونيات إنتاج زيت الأرغان على حجم إنتاجها من الزيت عند حوالي 240 طنًا، وهو ما يمثل 80٪ من الصادرات في عام 2008، ولكن فقط 18٪ في عام 2018 (آخر البيانات المتاحة). وأصبح القطاع الخاص مهيمنًا، بشكل رئيسي مع وصول لاعب دولي، تزامنًا مع زيادة الأحجام “. هذا اللاعب المهيمن هو الشركة الفرنسية.
نقص الثمار وارتفاع الأسعار:
يُعزى نقص ثمار الأرغان إلى
التغيرات المناخية: أدت الظروف البيئية والمناخية الجديدة إلى ندرة ثمار الأرغان.
الجمع غير القانوني: قام بعض الأشخاص بجمع الثمار دون احترام “رفع العقال” (الراحة البيولوجية) التي تحددها السلطات المحلية لتنظيم الحصاد.
أما ارتفاع الأسعار، فكان سببه:
ندرة الثمار: قلة المعروض من الثمار أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
فقدان السيولة: لم تتمكن نساء التعاونيات من العمل خلال فترة الحجر الصحي، مما أدى إلى فقدان السيولة لديهن، وعدم قدرتهن على شراء الثمار بأسعارها المرتفعة.
نتائج كارثية
أدت هذه الأزمة إلى نتائج كارثية على تعاونيات الأرغان، حيث:
أغلقت 9 من أصل 18 تعاونية: لم تتمكن هذه التعاونيات من الاستمرار في العمل بسبب نقص المواد الأولية (ثمار الأرغان).
فقدان الثلثين من الزبائن: اضطرت النساء لرفع أسعار منتجاتهن، مما أدى إلى فقدان الثلثين من زبائهن.
معاناة مئات النساء: تواجه مئات النساء العاملات في هذه التعاونيات صعوبات كبيرة في توفير لقمة العيش لأنفسهن وعائلاتهن.
قلة العمل تهدد تعاونيات نسائية لإنتاج زيت الأرغان بالمغرب
تعاني تعاونيات نسائية في جنوب المغرب من قلة العمل، مما يهدد استمراريتها ودخل النساء العاملات فيها.
وتقع هذه التعاونيات بين تارودانت وأمسكرود، وتقوم النساء فيها بتكسير نواة ثمار الأرغان يدويًا لإنتاج زيت الأرغان.
فاطمة، رئيسة إحدى التعاونيات، أكدت في التقرير، أن التعاونية كانت تنتج 3000 لتر من زيت الأرغان شهريًا قبل بضع سنوات، بينما لا يتجاوز الإنتاج الآن 50 لترًا.
ويعود ذلك إلى قيام الشركات الكبرى بتصنيع زيت الأرغان على نطاق واسع، مما قلّل من الطلب على خدمات التعاونيات النسائية في تكسير النوى.
وأضافت أن بعض التعاونيات تلجأ إلى قبول 30 درهمًا (3 يورو) لتكسير كيلوغرام من نواة الأرغان، بينما تحصل النساء العاملات بشكل فردي على ما بين 10 و 30 درهمًا لنفس العمل.
ومن جهتها كشفت رشيدة، رئيسة تعاونية أخرى في منطقة أمسكرود، أن التعاونيات “أصبحت شركات خدمات”، وأن الشركات الكبرى توفر للتعاونيات ثمار الأرغان، وتقتصر مهمة التعاونيات على تكسير النوى فقط.
وقد أدى ذلك إلى تراجع عمل التعاونيات بشكل كبير، مما يهدد دخول النساء العاملات فيها.