البحيرات تختنق .. كارثة بيئية تهدد 25 في المائة من مساحة المياه العذبة في العالم

هل تعلم أن ربع مساحة المياه العذبة على كوكبنا في خطر؟ تُشير دراسة علمية حديثة إلى أن أكثر من 25٪ من بحيرات العالم تواجه تدهوراً بيئياً حاداً، مهددةً بتبعات كارثية على التنوع البيولوجي وصحة الإنسان.

وقام فريق بحثي دولي ضمّ سبعة من كبار العلماء من مختلف أنحاء العالم، بقيادة الدكتور عصام حجي من مصر، بإجراء دراسة علمية شملت تحليل صور الأقمار الصناعية لأكثر من 13,876 بحيرة في 77 دولة خلال 30 عاماً.

نتائج مقلقة:

أظهرت الدراسة التي نشرها الموقع الرسمي للمجلة العلمية الهولندية “science direct” تحت عنوان “قاعدة بيانات لجودة المياه للبحيرات العالمية”، نتائج مقلقة للغاية، حيث كشفت أن 25٪ من البحيرات المُدرّسة مهددة بالزوال. كما أظهرت الدراسة مؤشرات على انتشار ظواهر خطيرة مثل التخثث والتملح والتلوث في العديد من البحيرات.

العوامل المُسببة:

أرجعت الدراسة التدهور البيئي الحاد الذي تواجهه بحيرات العالم إلى عدة عوامل رئيسية، منها:

• التغيرات المناخية، حيث تؤدي ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة حالات الجفاف، وتغيرات أنماط هطول الأمطار إلى تقلص حجم البحيرات وتدهور جودة مياهها.
• التنمية غير المستدامة: يُعدّ الاستغلال المفرط للمياه، والتلوث من الأنشطة الزراعية والصناعية، من أهم العوامل التي تساهم في تدهور البحيرات.
• النمو السكاني: يُشكل النمو السكاني المتزايد ضغطاً هائلاً على الموارد المائية، بما في ذلك البحيرات، ممّا يُهدد بتفاقم مشكلة نقص المياه العذبة.

وفي هذا الجانب، أكدت الدارسة أن التأثيرات المُحتملة يُمكن أن تُؤدي خسارة 25٪ من بحيرات العالم إلى نتائج كارثية، تشمل: فقدان التنوع البيولوجي مثل انقراض العديد من الأنواع المائية والنباتية التي تعتمد على البحيرات في بقائها، إلى جانب نقص المياه العذبة بحيث يُهدد فقدان البحيرات مصدرًا أساسيًا للشرب والري والزراعة، ممّا يُمكن أن يُؤدي إلى أزمات مائية حادة.

الحلول المقترحة:

أكدت الدراسة على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف التدهور البيئي الذي تواجهه بحيرات العالم، وتضمنت بعض الحلول المقترحة:

• اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة تغير المناخ: الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وحماية الموارد المائية.
• تغيير الممارسات الزراعية والصناعية: تقليل استخدام الأسمدة والمبيدات، ومعالجة مياه الصرف الصحي بشكل فعال.
• رفع الوعي البيئي: نشر ثقافة الاستهلاك الرشيد للمياه، والحفاظ على النظم البيئية.

وشارك في إعداد الدراسة العلمية سبعة من العلماء المتخصصين، وهم، العالم المصري الدكتور عصام حجي، الباحث في أنظمة التصوير بالرادار في جامعة جنوب كاليفورنيا ومركز الدفع النفاث بوكالة ناسا، والدكتور سيد باطني، الأستاذ بقسم الهندسة المدنية والبيئية في مركز أبحاث الموارد المائية، بجامعة هاواي في مانوا الأمريكية، والدكتور رابين بهاتاراي، الأستاذ بقسم الهندسة الزراعية والبيولوجية بجامعة إلينوي الأمريكية، والدكتور أحمد نوهيجر الأستاذ بكلية الدراسات العليا للبيئة في جامعة طهران الإيرانية، والدكتور سابنا شارما، الأستاذ بقسم الأحياء بجامعة يورك الكندية، والدكتور دانيال نادريان، الأستاذ بكلية الدراسات العليا للبيئة بجامعة طهران الإيرانية، والدكتورة روح الله نوري، الأستاذة بكلية الدراسات العليا للبيئة بجامعة طهران الإيرانية.