الجفاف يضرب إنتاج الدلاح المغربي ويؤثر على الصادرات نحو أوروبا

تشهد صادرات المغرب من البطيخ الأحمر (الدلاح) تراجعا مقلقا خلال سنة 2024، وذلك في ظل استمرار أزمة الجفاف وندرة الموارد المائية التي أثّرت بشكل كبير على القطاع الفلاحي، لا سيما في الجنوب الشرقي للمملكة.

وحسب معطيات نشرها موقع “Hortoinfo” المتخصص في أخبار الزراعة، فقد تراجعت صادرات البطيخ المغربي نحو الاتحاد الأوروبي بنسبة 62.2 في المئة مقارنة بسنة 2022، التي كانت قد شهدت أداءً قياسيًا في حجم التصدير. هذا الانخفاض الحاد أدى إلى تراجع ترتيب المغرب من المرتبة الثانية إلى المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر مصدري البطيخ إلى السوق الأوروبية.

ووفقًا للأرقام ذاتها، لم يتجاوز حجم صادرات المغرب من الدلاح نحو أوروبا خلال سنة 2024 سقف 102.34 مليون كيلوغرام، مقابل 195.3 مليون كيلوغرام في عام 2022، أي ما يعادل 5.63 في المئة فقط من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من هذه الفاكهة الصيفية.

وعلى الرغم من هذا التراجع الكمي، لا يزال المغرب يحتفظ بمكانته الخامسة من حيث القيمة المالية، بإيرادات بلغت 83.75 مليون يورو، بسعر متوسط قدره 0.82 يورو للكيلوغرام.

المنافسة الأوروبية تشتد.. وإسبانيا تستعيد الصدارة

في المقابل، شهدت إسبانيا انتعاشًا ملحوظًا في صادراتها، حيث استعادت موقعها الريادي داخل السوق الأوروبية، بصادرات تجاوزت 606.52 مليون كيلوغرام سنة 2024، ما يمثل 33.36 في المئة من إجمالي واردات الاتحاد، مسجلة زيادة بنسبة 14.44 في المئة مقارنة بسنة 2022. وحققت إسبانيا عائدات قياسية وصلت إلى 448.3 مليون يورو.

أما إيطاليا، فجاءت في المرتبة الثانية بصادرات بلغت 264.22 مليون كيلوغرام، فيما احتلت ألمانيا المرتبة الثالثة من حيث الحجم، رغم أن أغلب صادراتها تندرج ضمن عمليات إعادة التصدير، خاصة من إسبانيا وهولندا. وبلغت صادرات ألمانيا 134.61 مليون كيلوغرام، بعائدات قدرها 109.94 مليون يورو.

من جانبها، سجلت هولندا صادرات بلغت 128.61 مليون كيلوغرام، بزيادة تفوق 32 في المئة مقارنة بسنة 2022، وبلغ متوسط سعر الكيلوغرام الواحد 1.02 يورو، وهو الأعلى ضمن القائمة.

أما اليونان، فقد بلغت صادراتها 106.53 مليون كيلوغرام، لكنها جاءت سادسة من حيث القيمة، بعائدات بلغت 47.69 مليون يورو فقط، بسبب انخفاض السعر المتوسط إلى 0.45 يورو للكيلوغرام.

الإنتاج المحلي في تراجع.. والمناخ يتصدر قائمة التحديات

تراجع إنتاج المغرب من البطيخ الأحمر بشكل ملحوظ في 2023، حيث انخفض بـ140.23 مليون كيلوغرام مقارنة بالسنة التي سبقتها، رغم توسع المساحة المزروعة بـ324 هكتارًا، لتصل إلى 14,582 هكتارًا، حسب أرقام منصة “Hortoinfo”. وبلغ الإنتاج الإجمالي 462.72 مليون كيلوغرام بمعدل 3.17 كيلوغرامًا لكل متر مربع.

ويعزى هذا التراجع أساسًا إلى استمرار موجة الجفاف التي تعاني منها عدة مناطق، وعلى رأسها درعة تافيلالت، وهي من أبرز المناطق المنتجة للبطيخ في المملكة. كما ساهمت ندرة المياه في فرض قيود على زراعة الدلاح في مناطق مثل زاكورة وطاطا، حيث تعتبر الموارد المائية محدودة بطبيعتها.

ويشير متابعون إلى أن موسم 2024 شهد تحديات إضافية تمثلت في انخفاض الكميات وجودة الفاكهة، في ظل ما يوصف بـ”الإنهاك المائي” للفرشة الجوفية، مما أثّر سلبًا على قدرة المنتجين المحليين على الحفاظ على تنافسية الدلاح المغربي داخل الأسواق الدولية.

أرقام أوروبية تبرز الفجوة

وفي المجمل، بلغت واردات الاتحاد الأوروبي من البطيخ في 2024 ما مجموعه 1.818 مليار كيلوغرام، بزيادة 4.92 في المئة مقارنة بسنة 2022، وبقيمة إجمالية قدرها 1.247 مليار يورو، ومتوسط سعر بلغ 0.69 يورو للكيلوغرام.

ويعكس هذا الواقع تحديًا كبيرًا أمام المنتجين المغاربة، الذين يواجهون منافسة متزايدة من دول أوروبية مجاورة، إلى جانب تأثيرات التغير المناخي وأزمة الماء التي تؤثر على استقرار السلاسل الزراعية، وخاصة في إنتاج الفواكه الصيفية الموجهة للتصدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى