الدورة الثانية للمهرجان الوطني البريجة للمونودراما بالجديدة : فلسطين ضيف شرف والفنان عبد الحق الزروالي مكرم الدورة
المهرجان الوطني البريجة للمونودراما، لمونودراما برؤية جديدة
بمناسبة الذكرى 35 لتأسيس فرقة القناع الأزرق للمسرح والثقافة بالجديدة، ستنظم الجمعية: “المهرجان الوطني البريجة للمونودراما ” في دورته الثانية بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة برسم عام 2024 وتحت إشراف المديرية الإقليمية بالجديدة، من 22 إلى 24 نونبر 2024،
وفي تصريح لمدير المهرجان السيد عبد الرحيم النسناسي أوضح أن “هذه الدورة ستُهدى لروح لفنان المتميز المرحوم محمد بِركة أحد مؤسسي الفرقة، وسيتم تكريم رائد المسرح الفردي الفنان عبد الحق الزروالي. وسيستضيف ” مسرح عفيفي ومسرح الحي” بالجديدة كل فعاليات هذه الدورة ٬ تحت شعار «المونودراما برؤية جديدة».
وكشف عبد الرحيم النسناسي عن عناوين المسرحيات التي تمّ انتقاؤها للمشاركة في هذه الدورة، وهي:
- مسرحية “خجول” للفنان الفلسطيني أسامة مصري
- مسرحية “الكريدة” لفرقة القناع الأزرق تأليف د. عبد الإله الرابحي تشخيص خديجة نقاط
- مسرحية “ما حي ما ميت” لجمعية أوتار وفرقة القناع الأزرق وفرقة منيرفيا، تأليف د. محمد فراح تشخيص ياسين الخمليشي
- مسرحية “حكايات العم فرحان” لفرقة القناع الأزرق إعداد عبد الصادق اعبادة
- مسرحية “هبال أم هاني” لفرقة حوش لفراجة/ فرقة القناع تأليف وتشخيص فاطمة الزواني.
- مشاركة فرقة حديث الساعة من مدينة الجديدة بمسرحية “امرأة وحيدة”دراماتورجيا وإخراج أمين حارسي، على هامش المهرجان.
وسيعرف المهرجان مشاركة فلسطين كضيف شرف في شخص الفنان الفلسطيني الحكواتي أسامة المصري الذي سيشرف على تأطير ورشة الحكي
وتتخلّل فعاليات هذه الدورة تنظيم ماستر كلاس حول «تجربة الفنان عبد اللطيف خمولي الفنية» بمسرح الحي البرتغالي، وندوة حول “المونودراما مسرح شامل“. بالإضافة لتوقيع ثلاثة كتب: الأول للدكتور فهد الكغاط بعنوان “الراجح والمتعذر تجريب في المسرح الكوانتي” والثاني بعنوان “الخلاف والصراع والإنسان” للفنان محمد تسولي والثالث بعنوان “العشق هامش للخطأ أساطير ما بعد الأولين“. للدكتور عبد الفتاح أبطاني الذي سيشرف على تأطير ورشة الكتابة المسرحية
وتأتي الدورة الثانية استمرارا لدينامية مسرحية قادرة على خلق أنشطة فنية وثقافية وبه قد نكون شاركنا وساهمنا معكم في برنامج التنشيط الثقافي بالمدينة.
وفي السياق قال الفنان الفلسطيني أسامة مصري الذي يشارك بمسرحية “خجول“:”انا كفنان فلسطيني، اسعى لنشر التجربة المسرحية من الداخل الفلسطيني الى جميع انحاء العالم وخاصة الدول العربية، وبالنسبة لي المغرب هي من الدول المهمة والرائدة في مجال المسرح، بغض النظر عن عشقي لهذه الدولة ولفنونها بشكل عام”
وتابع” العمل الذي سأقدمه في المهرجان بعنوان “الخجول” وقد كتبته بوحي من قصة للكاتب الفلسطيني دكتور احمد هيبي، ويحكي عن التربية الابوية القاسية التي يتبعها الاباء في قرانا العربية، وهي لا تختلف عن جميع القرى في العالم العربي، واستعرض من خلاله رحلة الممثل مع عائلته وخاصة مع طفله، وايضا ما عاناه من والده عندما كان صغيرا، بحيث كان يعامله كرجل بالغ، وما هو الا طفل صغير.
وعن المحتفى به في المهرجان قال الفنان أسامة مصري:”لقد تعرفت على الفنان عبد الحق الزروالي في مطلع سنوات التسعين، عندما شاركت بمسرحية مونودراما بعنوان “عمود الكهرباء”، وكانت بدايتي بخوض مجال المسرح الفردوي، حيث عملت على تأسيس مهرجان للمونودراما في مدينتي عكا، وقد درست تجربة الزروالي في هذا المجال والذي كان له باع طويل في المونودراما، وهو من مؤسسي المهرجان الفردوي في المغرب وقد كان من السباقين في هذا الجانر الفني. وبصراحة، سعدت كثيرا عندما علمت بأن المهرجان سيكرمه على مسيرة حياته الفنية الغنية”.
ومن جهته قال الدكتور عبد افتاح أبطاني الذي سيشارك في المهرجان من خلال توقيع باكورة كتبه “العشق هامش للخطأ أساطير ما بعد الأولين“.، كما سيشرف على تأطير ورشة “الكتابة المسرحية”، إن مسرحية “أساطير ما بعد الأولين” كابوس الحاضر والمستقبل، حيث لا اقناع ولا متعة، ولا كمال للاعتداد، النص صرخة عبثية في وجه من يتعايش مع الوهم دون أقنعة، و”أساطير ما بعد الأولية” كذلك هي خدعة أسس لها بكل الطرقات، وبوركت على الطقوس، وزينت بالمكر، هي شذوذ فكري واندماج ملغوم.
وبخصوص النص الثاني أكد عبد الفتاح “العشق هامش للخطأ”، اعتبرها “مأساة مهيأة للبشرية وشرك متربص بالكائن البشري في عالم صراعه ثابت الوجود، يمزق الإنسانية في معارك روحية، وبلغات كونية، هو العبث والسوريالية الفجة اللتان يطبعا الاحداث، دون مبالغة في المواقف، رغم القسوة.. تلك حقائق أتاح لها المسرح حق الميلاد وإمكانية التواجد”.
ومن جهته قال الدكتور فهد الكغاط “أعتقد أن تقديم نصي المسرحي “الرَّاجِحُ والمُتَعَذِّر” في مهرجان البريجة الوطني للمونودراما من شأنه أن يسمح للمتلقين، من قراء وممارسين مسرحيين، باكتشاف تجربة جديدة في الكتابة المسرحية تندرج ضمن تيار المسرح الكوانتي. “الرَّاجِحُ والمُتَعَذِّر” صدر في طبعة أولى عن دار توبقال للنشر بالدار البيضاء، وهو يشكل المتن الثاني في ثلاثية كوانتية كنت قد شرعت في كتابتها منذ بضع سنوات. تتألف “ثلاثية المسرح الكوانتي” هاته، بالإضافة إلى “الرَّاجِحُ والمُتَعَذِّر”، من نصين مسرحيين كوانتيين آخرين هما: “الإيقان والارتياب أو يُورِيبِدِس الجديد” و “المُشابَكَة أو هِيكَابِي العامِرِيَّة”.
وأضاف “في “الرّاجِحُ والمُتَعَذِّر” استعرت من النظرية الكوانتية بعض المبادئ والتصورات، منها بشكل خاص مبدأ “تراكب الحالات الكوانتية”، والقياس ودور الراصد فيه. وقد تمثل توظيفي لهذه العناصر المستوحاة من الفيزياء الكوانتية في خلق مجموعة من الاستعارات والأشكال، التي من شأنها صناعة فرجة مسرحية كوانتية تعيد مقاربة الواقع وقراءته، ذاك الواقع الذي تحول استنادا إلى الفيزياء المعاصرة وفلسفتها من واقع كلاسيكي نيوتوني (نسبة إلى نيوتن)، متصل تحكمه السببية والحتمية، إلى واقع كوانتي، متقطع لا يخضع سوى للاسببية واللاحتمية.
وأوضح أن “المسرح الكوانتي تيار مسرحي يقوم على التوظيف الشعري للنظرية الكوانتية، ولمفاهيم فيزياء الكمّ ومفارقاتها الإبستمولوجية. ولا يقتصر هذا التوظيف على الحوارات المسرحية وحدها، بل إنه يشمل أيضا البنية الدرامية للنص المسرحي، وربما كذلك ما يتضمنه «العرض الكوانتي» من أدوات ولغات مشهدية. من هنا، فإن الخطاب الكوانتي، بجانبيه العلمي والفلسفي، يفقد في المسرح وظيفتيه العلمية والفلسفية معا، ويصبح بالأساس ذا وظيفة شعرية.
هكذا، إذا كان الكاتب المسرحي يستحضر في نصوصه المسرحية الكوانتية نظرية فيزياء الكمّ، فيدمج في الحوارات المسرحية بعض مصطلحاتها، وربما أحيانا بعض مبادئها وقوانينها، ويخلق من مفاهيمها ومفارقاتها مجموعة من الاستعارات والأشكال، فإنه يوظف هذه العناصر والتصورات، بوصفها أدوات شعرية، ليس في النصين الحواري والإرشادي فحسب، ولكن أساسا في البنية الدرامية للمسرحية.“